طوى مخيم ​عين الحلوة​ صفحة أحد ابرز الارهابيين المطلوبين في مخيم عين الحلوة الفلسطيني بلال محمد العرقوب، الذي أقلق مخيم عين الحلوة بالاحداث الأمنية والاشتباكات وعمليّات الاغتيال على مدى سنوات، واخرها حسين جمال علاء الدين، وذلك بعد عمليّة أمنية مشتركة وخاطفة شاركت فيها "القوى الاسلاميّة" و"ناشطون اسلاميون" في "حي المنشيّة"، أدّت الى مقتله على الفور وإعتقال نجليه "يوسف وأسامة" وتسليمهما الى مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب، عند حاجز الغربي للمخيم لجهة حسبة صيدا.

نهاية العرقوب، تعتبر الأولى في المخيم، اذ سبق وحصلت الكثير من الأحداث الامنيّة والاشتباكات وعمليّات الاغتيال بقيت دون إسدال الستار على الخاتمة، فتراكمت حتى سادت معادلة "الامن بالتراضي" التي كرّست "الامن الهشّ" و"المربعات الامنيّة"ـ فعاش المخيم في دوامة من الارهاب والتوترات الامنية والاشتباكات التي أدت الى سقوط العديد من القتلى والجرحى، اضافة الى دمار كبير أبرزها في معركتي "الطيرة" بين حركة "فتح" والمتشدد الاسلامي الارهابي بلال بدر، في نيسان وآب من العام 2017.

وقرأت أوساط فلسطينية لـ"​النشرة​"، ان هذا الحسم جاء يحاكي التطورات السياسية والامنية والغضب الشعبي، اولا، من بشاعة جريمة اغتيال علاء الدين كونه قتل غدرا وبوضح النهار، وقد أجهز عليه بتوثيق كاميرات المراقبة، وهو الذي لا ينتمي لأيّ تنظيم سياسي أو حزبي، وثانيا، تزامنا مع التحركات الاحتجاجيّة السياسية الفلسطينية رفضا لتطبيق القانون اللبناني وبالتحديد لقرار وزارة العمل اللبناني بشأن العمال الفلسطينيين في لبنان عبر الحصول على "اجازات عمل".

واشارت الأوساط ، انه خلافا لما كان يُراد ممّا حصل في المخيّم، بايقاع الفتنة وايجاد شرخ واعادته الى المربّع الاول من "الامن الهش" واعادة تكريس "المربعات الامنية" فيه، بعد "المصالحات العفوية" وانفتاحها على بعضها البعض خلال المشاركة في التظاهرات الاحتجاجية، فقد جاءت النتائج حاملة تطورين لافتين:

1-رسالة مزدوجة، الى الداخل بالحرص على الإجماع الفلسطيني على أمن واستقرار المخيم والجوار اللبناني، وان أي اتفاق بين القوى الوطنية والاسلامية يمكن ان ينهي "الحالات الشاذة" مهما كان حجمها، وامتدادا الى مؤشرات لتوجّه جديد لتحصين الوحدة بكل اطيافها السياسية والشعبية والشبابية والمدنية، لان الوحدة قوة، التي يمكن بها مواجهة "صفقة القرن" الهادفة الى تصفية القضية الفلسطينية وشطب حق العودة وصولا الى التوطين. والى الخارج اللبناني، بالحرص على حفظ امن واستقرار الجوار وتعزيز التعاون مع القوى السياسية والعسكرية والامنية لما فيه مصلحة الشعبين وانهاء اي حالة خارجة عن الاجماع الفلسطيني، او التي تريد ان تعمل خارج الاجندة الوطنية الفلسطينية، للحفاظ على المخيم كعنوان لرمزية القضية وحق العودة.

2-ترجم بالهجوم المشترك الذي نفذته "فتح" و"عصبة الانصار الاسلامية" في سابقة هي الاولى في تطور العلاقة بينهما، وصولا الى قيامهما بعملية امنية–عسكرية مشتركة، ومنسّقة مسبقاً ضد مجموعات ارهابيّة مسلّحة داخل المخيم بعدما كانا في الماضي على "عداوة" شبه دائمة، لتتحسن العلاقة بينهما تدريجيا بحكم التطورات والاحداث السياسية والامنية المحدقة، الى "تفاهم" على قضايا المخيم ولا سيما الأمنية والحياتية بحكم دورهما الأساسي في الإطار الفلسطيني الموحّد على صعيد لبنان لتتوج هذه العلاقة اليوم بعمل أمني مشترك هدفه حماية أمن واستقرار المخيم من جهة، وقيام "القوى الاسلامية" والناشطين الاسلاميين" باستكمال الهجوم حتى القضاء على الارهابي واعتقال افراد مجموعته، وهي المرة الاولى التي تخوض "القوى الاسلامية" مع "ناشطيها" معركة ضد من كان "محسوبا عليها" من جهة أخرى، على الرغم من أنّ هذا العمل كان يجب أن يكون من واجب القوى الأمنيّة اللبنانيّة داخل وخارج جميع المخيّمات في لبنان.

وتوقع مسؤول فلسطيني بارز لـ"النشرة"، أن يعيش المخيّم بعد هذه التطورات الامنية مرحلة من الهدوء التام، الذي ينعكس ايجابا على حياة الناس، بحيث يتفرغّ أبناؤه الى التصدّي للمخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية بشكل عام، ويطرح مطالبه المعيشية والحياتية بشكل خاص، خاتما "عين الحلوة بعد العرقوب سيكون مختلفا عن السابق وفي ذلك رسالة وعبرة لمن يريد الخروج عن الاجماع الفلسطيني".

من هو العرقوب؟

هو الفلسطيني بلال يوسف العرقوب، من مواليد 1967، من بلدة المنشية في قضاء عكا، كان يقيم في مخيّم الرشيدية وانتقل الى صيدا، حيث منزل والده ومنها الى مخيم عين الحلوة في منتصف التسعينيات، وقد انتمى الى ​حركة فتح​–المجلس الثوري، ثم الى القوى الاسلامية، متنقلا بين اطرها "جند الشام"، و"الشباب المسلم"، الى أن شكل حالة لوحده وقد برز نجمه خلال امعركة الطيرة بين حركة "فتح" والاسلامي المتشدد بلال بدر والتي انتهت بإحكام السيطرة على "حي الطيرة".

العرقوب المعروف بـ"ابو محمد" متزوج من لبنانية، وله خمسة اولاد "محمد (على اسم جدّه لابيه)، عبيدة (الذي قتل في معركة الطيرة الثانية في اب 2107)، يوسف وأسامة (اللذين تم اعتقالهما وتسليمهما الى مخابرات الجيش اللبناني) وعبد الله.

وقد شكل الارهابي العرقوب حالة "شاذة" في عين الحلوة، حيث بات عاملا للتوتير الأمني ما دفع بـ"القوى الاسلامية" و"الشباب المسلم" الى التخلّي عنه، وتسبّب باشكالات واحداث واشتباكات عديدة وآخرها اغتيال حسين جمال علاء الدين علنا وفق لقطات وثقتها كاميرات المراقبة في الشارع الفوقاني والتي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي واثارت موجة غضب عارمة وضجة كبرى، كون "حسين" لا ينتمي الى اي تنيظم سياسي ومحبوب بين ابناء المخيم.