جلسة... لا جلسة.

اجتماع مصالحة... لا اجتماع مصالحة.

تغريدة إيجابية... ثم تغريدة سلبية.

إتفاق... لا إتفاق.

***

فعلًا "حيَّرتونا" ومنذ الثلاثين من حزيران الفائت... ونحن كما معظم اللبنانيين، نعيش على أعصابنا، وكل ذلك لأنكم قررتم أن لا تقرروا:

التهدئة والتصعيد في آن واحد...

الرفض والقبول في آن واحد...

المواجهة والإنكفاء في آن واحد...

***

فعلًا "حيَّرتم الناس".

منذ ما بعد ظهر الخميس وعشرات الأَخبار والتسريبات "تاخدنا وتجيبنا":

إنفرجت، وهناك جلسة لمجلس الوزراء قبل سفر رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ إلى واشنطن.

ثم "تعقَّدت" ولا جلسة لمجلس الوزراء قبل سفر الرئيس الحريري إلى واشنطن.

ثم، المصالحة ستكون في عين التينة.

ثم، هناك مصارحة - لا مصالحة في ​قصر بعبدا​.

***

خبرٌ يروح وخبرٌ يأتي، والبلاد إلى مزيدٍ من التوتر... والوضع الإقتصادي إلى مزيدٍ من التعقيد.

وتتلاحق الروايات:

كان الاتفاق على تحييد مسألة إحالة جريمة قبرشمون إلى ​المجلس العدلي​ وتأجيل النقاش فيها، على أن يبقى المسار القضائي مستمراً في ​المحكمة العسكرية​. بحيث ينعقد مجلس الوزراء بجدول أعماله الذي كان مقرراً لجلسة 2 تموز التي لم تنعقد.

وكان التوصل الى هذا المسار بعدما كانت الأمور قد وصلت إلى مكان يهدد الاستقرار السياسي، ويؤدي إذا ما استمر إلى انقسام الحكومة وفرطها.

ومن البنود التي تمّ التفاهم عليها الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء في بعبدا، على ان تلتزم بجدول أعمال جلسة 2 تموز التي لم تُعقد في السراي، وان تكون جلسة خالية من الملفات الخلافية ولا سيما قضية قبرشمون، وتُرِكَ لرئيس الجمهورية، الذي سيرأس الجلسة، تقدير الموقف. وبمعنى أوضح، ان تُعقد جلسة بجدول الاعمال العادي السابق، على ان يصار بعد اقراره، وإن بقي هناك متسع من الوقت، إلى فتح المجال للبحث في الشأن السياسي، الذي تتصدّره حادثة قبرشمون وتداعياتها، استهلالاً بكلمة يلقيها رئيس الجمهورية حول هذه الحادثة.

تأكيد جنبلاط انه مع انعقاد جلسة لمجلس الوزراء في حالة واحدة، ان يتم التعهّد حولها مسبقاً بألّا تتناول بحث أي شق سياسي.

هذا يعني أن جنبلاط يرفض المخرج المطروح، وبشكل أدق رفضه لاستمرار المحكمة العسكرية بالنظر في القضية، قبل الحصول على ضمانات بأن لا تتحول المحاكمة إلى أداة للاستهداف السياسي.

وفي المقابل، رفض النائب ​طلال ارسلان​ انعقاد جلسة دون تناولها حادثة قبرشمون وطرح مسألة المجلس العدلي.

***

وبالتوازي في الرفض، غرَّد جنبلاط فكتب: "لم تعد القضية قضية مجلس وزراء ينعقد أم لا ينعقد. السؤال المطروح هل التحقيق سيجري مع الذين تسببوا بحادثة البساتين أم سيبقى هؤلاء يسرحون خارج المساءلة. اذا كان الأمر هكذا فنحن نملك الصبر والهدوء الى يوم الدين ولم نطلب ضمانة من أحد سوى القانون".

***

وما لم يقله جنبلاط قاله عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب ​هادي أبو الحسن​ عبر "تويتر": "‏لن نتذوّق الولائم المسمومة المعدّة لنا سلفاً في إجتماع الحكومة والمطهوّة على نار الكيد والإنتقام".

***

هل من "دويخة" أكثر من هذه "الدويخة"؟

ومع كتابة هذه السطور قد يكون هناك تبدُّلٌ ما في بندٍ ما، قد يعيد الأمور إلى نقطة الصفر أو قد يُقدِّم أمورًا إيجابية.

***

أصعب ما في السياسة في لبنان أنها تتم في جوّ من الإنفعالات وتسبب التوتر للناس.

وبين انفعالات السياسيين وتوتر الناس، كيف يمكن الإستمرار والصمود.