اعتبر عضو كتلة "الوسط المستقل" النائب ​نقولا نحاس​، تعليقا على مصالحة بعبدا، أن "​لبنان​ مبني على توازنات لا يستطيع أحد خربطتها أو الإخلال بها لأن البلد لا يمكن ان يستمر الا بتوازنات معينة، وهذا من ركائز قوته وضعفه في الوقت عينه"، معتبرا "أننا عدنا بعد ما جرى بالأمس الى نقطة الصفر، حيث بداية المعالجة بعد إقرار ​الموازنة​ لنبدأ بالتفكير بموازنة 2020 لما لها من أهمية سواء بالاصلاحات المطلوبة او التحديات المتمثلة بالتصنيفات ​الاقتصاد​ية للبنان، فلا خيارات أخرى سوى الاستقرار السياسي والاقتصادي، وما حصل خلال الايام الماضية من شلل حكومي لم يكن له من داع".

ورأى نحاس في حديث اذاعي أن "لبنان لا يعيش في جزيرة معزولة عن الخارج، فالتأثيرات الدولية والخارجية عليه واضحة، وكنا نتمنى أن تحل الأزمة داخليا قبل أن تأتي الاشارات الخارجية لأن لبنان واللبنانيين خسروا في إضاعة الوقت وخصوصا اننا على شفير الهاوية، وما حصل عبارة عن "غنج" سياسي وخصوصا عندما يرفع احد السقف وهو يعلم مسبقا انه لن يحصله".

وشدد على ان "الناس ومصالحها ليست بدمى او ألعوبة فهي في أعناق السياسيين"، داعيا الى "تكاتف الجميع لأن المشوار امامنا طويل، والمطلوب طاولة حوار أساسية في العمق لكي نحلل لماذا نحن هنا وسبب وصولنا الى الدرك المخيف وتوقف الاقتصاد". وأمل بـ"عدم استعمال السلطة وال​سياسة​ لتقوية الزعامات وبالوصول الى الحلول الحقيقية وليس الوهمية".

وأسف لـ"اتباع البعض سياسة العزف على نغم الحرب الاهلية من خلال خطاب مجنون بعيد من الوعي والمسؤولية والاتزان، فأيام الازمة الحكومية أدت الى انخفاض المؤشرات الاقتصادية وتضعضع الثقة بلبنان وإضعاف فرص ​السياحة​ والنمو الى جانب تأخير الدخول في المعالجات الجدية"، معتبرا أن "سيدر او غيره عبارة عن جزرة لدفع لبنان نحو تحقيق الإصلاحات".

وعن الاجتماع المالي - الاقتصادي في ​قصر بعبدا​، اشار الى انه "لا يؤثر فعليا على السوق التي تتأثر بالمؤشرات فقط، وفي لبنان نعتبر انفسنا نقوم بشيء عظيم في حال اقررنا الموازنة او اجتمعت ​الحكومة​ ونهلل لها، وهذا يدل إلى اننا في ظرف غير طبيعي وغير اعتيادي".

ودعا الى "إجراء مسح شامل للدولة ومن ثم إعادة الهيكلة بالاستعانة بمؤسسات دولية، لأن العمل الجدي يبدأ من هنا وإجراء رقابة على المؤسسات السياسية والقضائية والاقتصادية، فاذا نجحنا بذلك لسنا بحاجة لسيدر ولا ماكنزي". وأسف ل"عدم لمس حتى الآن إشارات جدية في موضوع الاصلاح فلا مؤشر إلى تغيير ذهني، والتعويل الاساسي هو على تغيير الفكر السياسي الذي يدار به البلد".