لفت شيخ عقل ​طائفة الموحدين الدروز​ الشيخ نعيم خلال خطبة ​عيد الاضحى​ الى أن "المرجعيات الروحية عبرت في ​لبنان​ في القمة التي جمعتهم اخيرا في ​بعبدا​ عن الثوابت الوطنية التي طالما نادوا بها واتفقوا عليها وبقوة دلالات المثل الإيمانية التي يحملونها في قلوبهم نادوا بالحفاظ على الروح الميثاقية التي تجمع اللبنانيين في وطن واحد، ودعوا إلى نبذ التنافر سبيلا إلى إعادة لبنان إلى معنى الرسالة التي وصف بها"، مشيرا الى أنهم "عبروا مجددا عن القوة الحقيقية التي يحملها لبناننا العزيز وهي الوحدة الوطنية والتآلف في سياسات تحمي بلدنا وحصانته في وجه أي عدوان".

واضاف: "إننا في هذا العيد إذ نسأل الله أن يقدم لأبناء الجبل كما لكل اللبنانيين أفضل ما يستحقون من عيش كريم وآمن، نؤكد بعد لقاء بعبدا على مدى الأثر الإيجابي العميق لوحدة الموقف، وعلى أهمية وحدة الصف ووقف الاحتقان والتمسك ب​القضاء​ المستقل النزيه، وبحل كل الإشكالات بالحوار والتواصل والتفاهم. وإذ نشد على يد ​القيادة​ السياسية الحريصة التي أكدت أنها الضنينة على الحق بما لها من سعة الصدر ورجاحة العقل، فإننا نشكر فخامة ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​، كما نخص بالشكر رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​، ورئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​ والمدير العام للأمن العام ​اللواء عباس ابراهيم​ على الجهود التي بذلت لتذليل كل العقبات توصلا للحل الذي حصل لحادثة البساتين المؤسفة، وليكن الأمر منطلقا لاستعادة الحياة الطبيعية الديمقراطية بعيدا من خطابات الشحن والتوتير التي فجرت الأمور في السابق، وليكن الخطاب الوحدوي المحب الجامع هو المعيار في المقبل من الأيام لكي نحمي اللبنانيين وننهض بلبنان إلى ما نريده من طمأنينة ورخاء وتقدم".

واردف: "إننا نطلب من جميع المسؤولين والقيادات السياسية و​الهيئات الاقتصادية​ الاستلهام من معاني ​عيد الأضحى​ المبارك في تقديم كل التضحية المطلوبة وإطلاق المبادرات في المسائل الإقتصادية والمعيشية والمالية التي من شأن معالجتها أن تعزز الثقة وتجدد الأمل وتمكن الحكومة بكل حقول عملها من الانطلاق بثقة وثبات إلى التصدي للمشاكل القائمة والتوجه إلى المؤسسات الدولية المعنية، مستندة إلى قوة الموقف المنسجم القائم على خطط وتشريعات ومواكبة واعية وعلمية للخروج من حلقة المراوحة في الأزمات".

واضاف: "في هذه المناسبة نحيي شعبنا الصامد الصابر برجاء أن تبقى قيمه الإنسانية الوطنية الصخرة الصلبة التي تستند إليها وحدة وطننا الأنوف، وأن يبقى متشبثا بإيمانه الذي لا يتزحزح بمبادئ العيش المشترك والتعاضد الاجتماعي وتعزيز الصلات القائمة على تقاليد طالما تميز بها لبنان، سائلا الله تعالى أن يحفظ وحدتنا، ويعصمنا تحت جناح الائتلاف والتلاقي ونبذ التنافر العقيم والمجافاة القاطعة لكل خير، وأن يلهم الجميع إلى الارتقاء في مقامات المسؤولية درءا لكل الصعاب وإخمادا لكل عبث ليس منه طائل".