لفت ​الحزب السوري القومي الاجتماعي​ إلى أنه "في الرابع عشر من آب 2006، رفع ​لبنان​ رايات النصر، في حين جرّ العدو الصهيوني أذيال الهزيمة، بعد حرب عدوانية شنّها لتصفية ​المقاومة​ وإقامة ​شرق أوسط جديد​ وفي تلك الحرب استخدم العدو ما يسمّى نخبة قواته وكلّ آلته الحربية الفتاكة واستفاد من أقصى درجات الدعم الأميركي على مدار الساعة".

وفي بيان له، أشار الحزب إلى أن "حرباً عدوانية بضخامة ​حرب تموز​ ـ آب 2006، حظيت بدعم ​أميركا​ وحلفائها الغربيين وأدواتها في المنطقة، وترافقت مع مجازر ارتكبت بحق ​الأطفال​ والمدنيين و​سياسة​ الأرض المحروقة، كانت كفيلة بأن تسقط دولاً وجيوش، غير أنّ لبنان لم يسقط، لا بل هو من أسقط "​إسرائيل​" وأسقط كلّ من وقف معها وساندها في حربها ومجازرها وإنّ الانتصار الذي تحقق في 14 آب 2006، تأسّست عليه معادلات جديدة، باتت راسخة في أيّ مواجهة مقبلة، أبرزها معادلة الردع، ​المطار​ بالمطار والمرفأ بالمرفأ و​المصنع​ بالمصنع، وكذلك معادلة ​الجيش​ والشعب والمقاومة التي أثبتت جدواها، وما الانتصار الثاني الذي تحقق على ​الإرهاب​ في سلسلة الجرود الشرقية للبنان سوى ترجمة ميدانية لقوة وفاعلية معادلة الجيش والشعب والمقاومة".

وأضاف "لأنّ لبنان انتصر، وفرض قواعد جديدة ومعادلات مجدية، فإننا ننظر بإزدراء إلى كلّ من يهدّد لبنان بحرب مدمّرة، سواء صدر هذا التهديد عن قادة العدو الصهيوني أنفسهم، أو عن بعض وكلائهم وأدواتهم الذين لا زالوا يتوهّمون بأنّ "​اسرائيل​" قوة لا تقهر، أما من لم يصدق بإنّ اسرائيل هُزمت في لبنان، عليه أن يقرأ جيداً ​تقرير​ "فينوغراد" وملحقاته، وأن ينظر إلى ​حالات​ الوهن والرعب والخوف التي تسيطر على جنود العدو وضباطه، وأن يقرأ في المقابل إنجازات المقاومة والجيش في لبنان و​سوريا​ و​العراق​".

وشدد على "أهمية التمسك بعناصر قوة لبنان، لا سيما ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وبأن نستثمر في عناصر القوة هذه، لتحرير ​مزارع شبعا​ وتلال ​كفرشوبا​ والجزء الجنوبي من قرية ​الغجر​، ولمنع العدو من سرقة حقول ​الغاز​ و​النفط​، ومواجهة انتهاكاته للسيادة اللبنانية بحراً وجوا وبراً. وهذه أولويات وطنية، والكلّ مطالب بأن يعمل تحت سقف هذه الأولويات. ونأسف لأنّ البعض في لبنان يتبرّع بنقل رسائل التهديد بحرب مدمّرة على لبنان، علماً أنّ مفعول رسائل التهديد لا يصيب إلى حامليها".

وأكد الحزب "أولوية تحصين لبنان، من خلال تثبيت دعائم الوحدة والاستقرار وحماية السلم الأهلي، ففي تثبيت هذه المرتكزات الثلاثة مصلحة للبنان واللبنانيين"، مشيراً إلى أن "التحصين الوطني يتطلب الخروج من نفق النظام الطائفي المظلم، إلى رحاب دولة المواطنية المدنية الديمقراطية القوية والقادرة والعادلة، و​القضاء​ على آفة الطائفية والمذهبية التي لا تنتج إلا الفتن والأزمات".

ودعا ​الحكومة اللبنانية​ إلى "أن تضع البوصلة في الاتجاه الصحيح تحقيقاً لمصالح لبنان واللبنانيين. وأن لا تتقبّل أيّ إملاء خارجي، يمنعها من التواصل والحوار مع ​الحكومة السورية​، في وقت يحتاج لبنان إلى سوريا لتصدير إنتاجه وازدهار تجارته، ولحلّ أزمة ​النزوح​ وأن ترفض أيّ مسار يؤدّي إلى توطين ​الفلسطينيين​ والإطاحة ب​حق العودة​ وأمام الحكومة مجتمعة فرصة للسير في الاتجاه الصحيح، ومواجهة الضغوط التي تمارَس على لبنان من خلال العقوبات تحت عناوين استهداف مقاومته".