لفت أحد الوزراء ممن واكبوا ​الاتصالات​ التي توّجت بلقاء المصالحة والمصارحة الذي رعاه ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ الأسبوع الماضي، عبر صحيفة "الشرق الأوسط" الى أن "مجموعة من المعطيات السياسية والاقتصادية دفعت في اتجاه إسقاط الذرائع التي كانت تحول دون انعقاد اللقاء"، مؤكدا أن "المشاركين فيه أعادوا الاعتبار لاقتراح رئيس ​المجلس النيابي​ ​نبيه بري​، الذي ينطلق من تحقيق المصالحة بصفتها ممراً إلزامياً لوقف تعطيل جلسات ​مجلس الوزراء​".

وشدد هذا الوزير على أن "ارتفاع منسوب التأزّم الاقتصادي بات يقترب من تجاوز الخطوط الحمر، ويُنذر بإقحام البلد بانهيار اقتصادي ما لم تبادر ​الحكومة​ إلى تداركه بسرعة"، معتبرا أن "الاجتماع الاقتصادي والمالي الذي ترأسه رئيس الجمهورية وجاء بالتزامن مع إنجاز المصالحة لم يكن وليد الصدفة، وإنما عكس الواقع الاقتصادي الذي لم يعد يحتمل التأزيم السياسي".

وأشار الى أن "الفريق الذي كان يخطط لتطويق ومحاصرة رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" ​وليد جنبلاط​ من خلال إصراره على إحالة حادثة قبرشمون إلى ​المجلس العدلي​ بادر إلى مراجعة حساباته، واضطر إلى سحب العقوبات التي كان يهدده بها جنبلاط في مقابل موافقة الأخير على أن يرعى الرئيس عون لقاء المصالحة بعدما كان يطالب بأن يرعاه بري".

وأكد أن "الرئيس عون قرر أخيراً أن يتبنّى اقتراح بري رغم أنه كان أول من اعترض عليه، وقيادة "​حزب الله​" قررت التعامل بمرونة ليس مع اقتراح رئيس المجلس الذي أيّدته على بياض، وإنما لوقف مطالبتها بإحالة حادثة قبرشمون إلى المجلس العدلي"، موضحا أن "الفريق الداعم لجنبلاط بقي صامداً، وإن بري ورئيس الحكومة ​سعد الحريري​ قالا كلمتهما بصراحة بأن لا مجال لإحالة الحادثة إلى المجلس العدلي، وأن لا جلسة للحكومة في حال أصر البعض على ذلك".

ورأى أن "صمودهما إضافة إلى الموقف الداعم لكل من حزبي "​القوات اللبنانية​" و"​الكتائب​"، شكّل رافعة في مقابل وجود أصوات داخل "تكتل ​لبنان القوي​" برئاسة النائب ​جبران باسيل​ لا تحبّذ ما يشاع عن وجود مخطط تارة لاغتيال الغريب وتارة أخرى لاغتيال باسيل".

وتوقف الوزير أمام نفي النائب ​شامل روكز​ وجود كمين أو مخطط لاغتيال أحد الوزراء، وكشف عن أن "أصدقاء لرئيس الجمهورية ومعظمهم من النواب كانوا أول من نصح بوجوب السيطرة على تداعيات حادثة الجبل والعمل على استيعابها".

وسأل الوزير: "ماذا ربح أرسلان من المعركة السياسية التي خاضها ضد جنبلاط؟ لقد جنى حتى الآن ظهوره في الصورة الجامعة للمصالحة في ​بعبدا​ مع وعد بأن يُحسب له حساب في ​التعيينات​ الإدارية، رغم أن هناك من يتوقع ترحيلها"، معتبرا أن "حلفاء أرسلان، وتحديداً "​التيار الوطني الحر​" والفريق الوزاري المحسوب على رئيس الجمهورية، تمكنوا من تثبيته على أنه الندّ لجنبلاط مع اختلاف في ميزان القوى الذي يميل بنسبة عالية لمصلحة الأخير".

وأضاف: "أرسلان سحب من التداول، وفور مشاركته في مصالحة بعبدا، الشروط التي كان وضعها لحضور الوزير ​صالح الغريب​ جلسات مجلس الوزراء، وأبرزها إحالة الحادث إلى المجلس العدلي والتصويت عليها في مجلس الوزراء والإعداد لاغتيال الغريب. كما فوجئ أرسلان بمبادرة رئيس الجمهورية إلى الإعلان عن وجود مخطط لاغتيال باسيل، بعد أن وجّه اتهامه إلى الحزب التقدمي بالتخطيط لاغتيال الغريب. لذلك؛ فإن حلفاء أرسلان تسببوا له بالإحراج في ظل وجود روايتين حول الإعداد لاغتيال الغريب قبل أن تُسحب ويتم التركيز على استهداف باسيل".