فقط إرحموا البلد والناس ودعوهم يعملون :

فعلى سبيل المثال لا الحصر، حين يكون الاستقرار موجودًا يكون الارتياح سيد الموقف، والانعكاسات تميل من السلبية الى الايجابية، وتبدأ مفاعيلها تظهر. ومن هذه الايجابيات :

فنادق العاصمة سجّلت في عطلة عيد الاضحى المبارك إشغالًا لامس التسعين في المئة، وكان من النوادر ايجاد أمكنة شاغرة.

ماذا يعني هذا المؤشر؟

يعني أنه اذا تُرك لهذا الشعب ان يعمل ويثابر، فإنه يحقق نتائج باهرة أكثر من حكومته بكثير .

***

مؤشر آخر الى الايجابية :

فرئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ سينتقل إلى مقرّ الرئاسة الصيفي في ​بيت الدين​ في مؤشر يعكس الارتياح ويتوقع أن يُقابِله رئيس "​الحزب التقدمي الاشتراكي​" ​وليد جنبلاط​ بزيارةٍ تقليدية للرئيس في مقره الصيفي، وهذه الزيارة ستكتسب هذه المَرَّة أبعاداً أكثر أهمية من ذي قبل باعتبار أنها ستصبّ في إطار تثبيتِ المصالحة التي طَوَتْ صفحة حادثة قبرشمون. وقد أعاد الرئيس عون، بمبادرة منه، الحرارة الى العلاقة بين ​بعبدا​ والمختارة من خلال الاتصال الهاتفي الذي اجراه بجنبلاط الاسبوع الفائت.

***

المؤشرات الايجابية يمكن ان تتوالى ومن ضمن السيناريوهات المطروحة :

ان يقترح الرئيس عون لقاء موسعًا خصوصًا انه يُدرك ان بقاء الوضع السياسي على ما هو عليه لا يصب في مصلحة العهد ولا في مصلحة البلد بشكل عام وأن لملمة الوضع السياسي تدفع في اتجاه تهدئة الأمور وعودة الثقة الدولية ب​لبنان​، وهذا بدوره يعيد ثقة المستثمرين الذين باتوا يفكرون مليًا بتوظيف أموالهم في لبنان.

***

رئيس الحكومة ​سعد الحريري​، وفي اطار الشق السياسي والمالي من زيارته ل​واشنطن​، التقى مساعد وزير الخزانة الاميركية لشؤون مكافحة تمويل ​الارهاب​ ​مارشال بيلينغسلي​ .

ما رشح عن اللقاء انه كان جيدا وقد أبدى المسؤول الأميركي ارتياحه للسياسة النقدية التي يتّبعها لبنان لجهة التزام المعايير الدولية .

وتترقب الأوساط باهتمام بالغ "منسوب الضغط" الذي يمكن ان تشهده اللقاءات الأخرى للرئيس الحريري مع مستويات مختلفة في الادارة الاميركية.

ويبدي بعض الخبراء الديبلوماسيين قناعتهم بأن ممارسة الضغوط لن تعطي ثمارا في ظل الوضع السياسي المعقد في لبنان وفي ظل تداخل القوى السياسية.

***

وفيما رئيس الحكومة يستكمل لقاءاته، يفترض ان تتوسع عملية اللقاءات الداخلية والتي يتوقع ان تشهدها كل المقرات من دون استثناء، وتأتي هذه اللقاءات وما يمكن ان تعكسه من اهتمام بالوضع اللبناني، في ظل كل المخاوف على الوضع المالي والنقدي الذي ساد في الشهر الفائت :

فارتفاع منسوب التأزّم وانعكاسه على الوضع المالي والنقدي، كاد ان يقترب من تجاوز الخطوط الحمر، ويُنذر بإدخال البلد في نفق اقتصادي ما لم تبادر جميع القوى السياسية دون استثناء إلى تداركه بسرعة. وهكذا فإن الاجتماع الاقتصادي والمالي الذي ترأسه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وجاء بالتزامن مع إنجاز المصالحة للمعنيين في حادثة قبرشمون، لم يكن وليد الصدفة، وإنما عَكَسَ الواقع الاقتصادي الذي لم يعد يحتمل التأزيم السياسي.

***

لقد اختبر الجميع التجاذبات والسلبيات، فماذا حصدوا؟ اما آن لهم ان يدركوا ان الايجابية أقل كلفة من السلبية؟ وان التلاقي أسهل من التباعد وان التسويات أفضل من التحديات؟

فقط تنبهوا الى ان الآتي أعظم على الصعيد التربوي والبيئي والاقتصادي والمعيشي.

ولا وقت لترف عدم اجتماع مجلس الوزراء.