نوّه راعي أبرشية ​بيروت​ للموارنة المطران ​بولس عبد الساتر​، إلى أنّ "​مريم العذراء​ كانت فتاة تحظى بحياة عادية بالنسبة إلى الناس، إلّا أنّ الله رأى إيمانها وقلبها وتأمّلها اليومي بكلمته. وبالرغم من أنّها كانت تُعتبر صغيرة، كانت كبيرة في عين الربّ، لذا أقول لكم، لا تظنّوا أنّ الله لا يراكم بعين المحبّة".

ولفت خلال ترؤسه القداس الإلهي في ليلة عيد انتقال العذراء مريم في الحدت، إلى أنّه "قد يمرّ كبار هذا العالم من جانبكم من دون أن يلاحظوا وجودكم أو حتّى من دون أن يكترثوا لهمومكم، ولكنّ الكبير الّذي هو المحبّة، يراكم ويسمعكم، وكلّ كلمة تنطق بها قلوبكم تُحفَرُ في قلب الله"، مركّزًا على أنّكم "لستم صغارًا، لأنّ لا صغير أمام الله ولا بعينه، كلّنا غالين على قلبه لدرجة أنّه تجسّد وصار إنسانًا وحمل الصليب وتألّم ودخل إلى القبر وانتصر على الموت، ليعطينا الحياة الأبديّة". وبيّن أنّ "هذا العيد يُذكّرنا أنّنا كبار، وأنّ الله يقيّم الإنسان بطريقة مختلفة عن منطق العالم. فليكن في قلبكم الرجاء والإيمان بأنّ الله لا يتخلّى عنكم أبدًا".

ورأى المطران عبد الساتر أنّ "فرحة العذراء مريم بالرب كانت كبيرة بعد سماعها بشارة الملاك، لدرجة أنّها مجّدت الله قائلةً "تعظّم نفسي الرب"، فهذه صرخة فرح الإنسان المؤمن، لأنّها أدركت أنّ الخلاص سيتمّ وأنّ وعد الله الآب في ​الكتاب المقدس​ سيتحقّق. لذا، فلنفرح ب​يسوع المسيح​ إلهنا ومخلصنا، ولنفرح بأنّ الربّ يعيش معنا وفينا، فلنفرح حين نقترب للمناولة، ولنعرف أنّ من خلال جسده ودمه، يسكن الله فينا ونحن نكون في قلبه".

وشدّد على "أنّنا نحن المسيحيون لسنا جماعة حزن ويأس وكآبة، بل عند الصعوبة نمتلئ بالرجاء، ونبادل الغضب والحقد بالحبّ، ونعلم أنّ إلهنا فينا ولا يتركنا وأنّه انتصر على الموت الّذي فينا. إفرحوا بالربّ، وتذكّروا أنّ الكلام الّذي قاله لأمّنا مريم العذراء يقوله لنا كلّ يوم، فأنتم تحملون الربّ يسوع لذا عليكم أن تعطوه لغيركم. ولا تنسَوا أنّه كما انتصرت العذراء على الموت بيسوع المسيح، نحن أيضًا مدعوّون لننتصر على الموت وسننتصر عليه بيسوع المسيح".