اشار ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​ في عظة له بعد ترؤسه قداس عيد انتقال ​السيدة العذراء​ في كنيسة الصرح البطريركي في ​الديمان​ الى ان "انتقال السيدة العذراء بنفسها وجسدها إلى السماء عقيدة إيمانية أعلنها المكرم ​البابا​ بيوس الثاني عشر في أول تشرين الثاني 1950/ نقلها الله لتشارك في مجد قيامة ابنها، وتستبق قيامة كل أعضاء جسده، وتواصل من السماء عناية الأم بنا جميعا"، معتبرا ان "انتقالها تتويج للعظائم التي صنعها الله لها ونحن من أجلها نعطيها الطوبى وهذه العظائم تشكل الأسس اللاهوتية للعقيدة".

ولفت الراعي الى انه "في عيد سيدة الانتقال، كان البطاركة يحتفلون في قنوبين بقداس العيد بحضور أعيان البلاد المعروفين بالمقدمين، والأساقفة، وقناصل الدول. وكانوا يوجهون ويقودون الجماعة المارونية، المعروفة "بالأمة المارونية" في الوثائق البابوية، في سعيها إلى ​تقرير​ مصيرها في هذا الشرق على ثوابت ثلاث: ​الأمن​ والحرية والخصوصية. وفي الوقت عينه تعمل، انطلاقا من فكرها المسيحي على العيش مع الآخرين والتفاعل معهم، حتى تجسد هذا الخيار التاريخي في قيام دولة "​لبنان​ الكبير" في أول أيلول 1920، واكتمل ب​الاستقلال​ التام والميثاق الوطني سنة 1943، فكان لبنان وطن التعددية الثقافية والدينية في وحدة وطنية، ومنارة الحريات المدنية العامة والديمقراطية في هذا المحيط المشرقي".

وراى الراعي أن "الخصوصية اللبنانية التي كانت فاعلة كخميرة في هذا الشرق، قد أصيبت بانتكاسات أهمها النقص في الولاء الوطني، ورهن الشراكة الميثاقية تدريجيا بالعدد لا بالتعددية، وبالسلاح لا بالشرعية، وبعروبة هوية لبنان لا بلبنانيتها، ثم الالتحاق بمشاريع إقليمية مناقضة للمشروع اللبناني"، مؤكدا انه "لا بد من وقفة وطنية إصلاحية تحيي لبنان في جوهر كيانه وصيغته ودوره ورسالته، لكي تستعيد ميزة التعددية والانفتاح والروح الديمقراطية وأخلاقية التعاطي والممارسة مكانتها، ولكي يستعيد العيش المشترك المسيحي الإسلامي رونقه وجماله ورسالته في هذا الشرق وفي ​العالم​".