اعتبرت مصادر متابعة، عبر صحيفة "الأنباء" الكويتية، أنه لا يمكن اعتبار البيان الصادر عن ​السفارة الأميركية​ حول حادثة ​قبرشمون​ مساندة لفريق لبناني ضد فريق آخر، وفقا لما جاء في تفسير رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" ​محمد رعد​، وهو ليس تدخلا في الشأن الداخلي، بل هو عبارة عن تحذير واضح من مغبة الانزلاق الى وقائع جديدة من خلال استغلال الحادث لأغراض سياسية.

ورأت أنه قد يفهم من ذلك أن واشنطن شعرت بأن هناك تدخلات حصلت، قد تحرف التحقيق عن مساره القضائي، وقد يساهم هذا الأمر في تأجيج صراعات سياسية وطائفية، لا يستطيع أن يتحملها لبنان. والولايات المتحدة عبرت أكثر من مرة عن حرصها على الاستقرار في لبنان، من دون تدخلات خارجية، وهي لا تقبل بأن يسقط لبنان بكامله تحت نفوذ محور "الممانعة" وهناك قوى دولية ومحلية واسعة لديها ذات الموقف.

وأشارت هذه الأوساط السياسية المتابعة إلى أن استحضار البيان الأميركي كمادة سجال داخلي لبناني، لا يخدم الذين يعتمدون هذه المقاربة، ذلك أن مضمون البيان واضح، وعباراته منتقاة بإحكام، وهي تؤكد على احترام القوانين المرعية ليس إلا، كما أنه لم يدعم أي فريق من أفرقاء الحادثة، ولا هو تهجم على فريق آخر.

ولفتت الأوساط ذاتها إلى أن القوى السياسية اللبنانية كافة تقريبا، تعارض ال​سياسة​ الأميركية في المنطقة، وهذه القوى ـ لاسيما ​الحزب التقدمي الاشتراكي​ ـ أدانت مواقف واشنطن في نقل السفارة الى القدس، وفي الاعتراف بضم الجولان، وهاجمت عملية السلام الجديدة التي أطلقتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المسماة بـ"صفقة القرن".