ركّز الأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" النائب ​أسامة سعد​، على أنّ "الانتصار الّذي تحقّق في دحر العدوان الصهيوني في تموز 2006، إنّما هو تتويج لمسار طويل من ​المقاومة​ في لبنان، وفي فلسطين وفي كلّ البلدان العربية الّتي واجهت العدوان الصهيوني".

وأوضح في حديث تلفزيوني، أنّ "من هنا بداية التحوّل الاستراتيجي في مواجهة المشروع الصهيوني في المنطقة. 2006 كان نصرًا استراتيجيًّا غيّر في المعادلات، بخاصّة لدى من خاض الحرب وهي القوى الشعبية المقاومة الّتي حازت على احتضان شعبي واسع ليس فقط في لبنان، إنّما في الوطن العربي كلّه"، مبيّنًا أنّه "كان هناك احتضان كبير لهذه المقاومة الّتي حقّقت هذا الإنجاز في دحر العدوان وإفشال مخطّطاته في تصفية المقاومة والسيطرة والهيمنة على لبنان، فضلًا عن تمرير المشاريع الأميركيّة الصهيونيّة الرجعيّة العربيّة في المنطقة، ومنها مشروع الشرق الأوسط الجديد".

ولفت سعد إلى أنّ "المقاومة لم تتوقّف وهي مستمرّة وسوف تستمر وتتصاعد، وصولًا إلى هزيمة هذا المشروع بشكل كامل. هذه المقاومة كان لها انكسارات وانتصارات، ونحن الآن أمام نصر محقّق في تموز 2006، ليس فقط على الصعيد الميداني بل السياسي أيضًا، حيث تمكّنت المقاومة عبر صمودها من دحر العدوان، كما تمكّنت من إفشال المخطط الأميركي الّذي كان يدعو إلى شرق أوسط جديد".

وشدّد على "أنّنا أمام نصر تحقّق في تموز 2006، وتمكّنت عبره المقاومة من إفشال مشروع سياسي كبير في المنطقة، يحاول تجديد نفسه بصيغ أخرى ومنها "صفقة القرن". وأفاد بـ"أنّنا أمام تحدّ جديد ليس فقط على المستوى الميداني والعسكري، إنّما على المستوى السياسي الوطني العربي، ولبنان وفلسطين أمام تحد جديد تحت مُسمّى "صفقة القرن"، وهذا يستدعي مواجهة ميدانيّة وسياسيّة وتثمير ما تحقّق من نصر، في مواجهة الجماعات الإرهابية الّتي وظّفها المشروع نفسه لتقويض أسس الوحدة الوطنية في الوطن العربي وفي البلدان العربية عبر التفتيت الطائفي والمذهبي والعشائري والقبلي".

وأشار إلى أنّ "واقع سوريا ومحاولات تفتيتها عبر هذه المجموعات الإرهابية الّتي تصدّت لها المقاومة ببسالة كبيرة نوجّه لها التحية. إنّ الأساس في كلّ المواجهة هو الوحدة الوطنية لكلّ البلدان العربية، وحماية هذه الوحدة وحقوق الناس عبر تحصين الواقع الاقتصادي والاجتماعي، والاستهداف الأميركي واضح"، منوّهًا إلى أنّ "أيضًا هناك حروبًا بأوجه متعدّدة منها الميداني والعسكري والأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي، هذه كلها أشكال مختلفة للحرب في مواجهة المقاومة، وفي مواجهة تطلّعات الشعوب نحو التحرّر".

كما أكّد سعد "أنّنا نريد التحرّر من كلّ أشكال الاحتلال، ومن الإرادات الخارجية على بلادنا وشعوبنا، ولكي نتمكّن من ذلك يجب أن يكون لدينا مقاومة وجيش قوي، فتحية إلى الجيش اللبناني وإلى كل الجيوش العربية. يجب أن يكون لدينا تماسك داخلي، واقتصاد وطني قوي، وأن ينال الناس حقوقهم الأساسيّة".

وعن الانقسام في الساحة العربية ولا سيما في لبنان، نوّه إلى أنّ "في الواقع اللبناني، علينا ألّا ننسى ما حصل في المراحل السابقة بخاصّة مرحلة عام 1982 ضدّ لبنان، وإقدام قوى أساسيّة في السلطة اللبنانية على التواطؤ مع العدوان. لا أريد أن أستحضر الماضي، بل أذكر ربطًا بالحاضر كيف كان فريق من السلطة اللبنانية موجود ومتواطىء مع المشروع الأميركي ضدّ لبنان والمنطقة، وكان ذلك واضحًا". وأعرب عن اعتقاده أنّه "في حال تكرّر الوضع لا سمح الله، فإنّ هناك بعض القوى وبعضها موجود في السلطة قد يكون متواطئًا مع المشروع. هناك جهات لبنانيّة أساسيّة في البلد ضدّ خيار المقاومة، وليست تحديدًا ضدّ "حزب الله"، هي كانت ضدّ خيار المقاومة الوطنية عندما انطلقت "جبهة المقاومة الوطنية". هم كانوا يشكّكون بقدرتها على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، كما شكّكوا بقدرة "حزب الله" والمقاومة الإسلامية على مواجهة العدو الصهيوني". وذكر أنّ "هناك جهات لبنانية لا تؤمن بخيار المقاومة، ونحن بدورنا نؤكّد أنّ خيار المقاومة ليس فقط خيارًا يتمثّل بمواجهة خطر حقيقي يتمثّل بالعدو الصهيوني، إنّما هو خيار للتماسك الوطني، وخروج لبنان من أزماته وتبعيّاته المتعدّدة. هذا ما نؤمن به وما نريده".