لفت رئيس المجلس التنفيذي في "​حزب الله​" السيد ​هاشم صفي الدين​، أنّ "من مميّزات ​المقاومة​ الأساسيّة أنّ المعلن عنها هو أقلذ بكثير ممّا هو غير معلن، فهذه المقاومة تهتمّ بالواقع والحقيقة وليس بالكلام ولا بالدعاية ولا بالوهم، قوّتها قوّة حقيقيّة، ولأنّها تفتّش عن القوّة الحقيقيّة وصلت إلى رب العالمين؛ فالقوّة الحقيقيّة هي عند الله وهي آمنت بمصدر هذه القوّة ووثقت بها فنصرها الله في كلّ موقعة وجبهة".

وأوضح خلال رعايته الإحتفال التكريمي للراحل إبراهيم محمود الحاج، لمناسبة الذكرى السنوية لوفاته ووضع حجر الأساس للنصب التذكاري له في بلدة قليا، أنّ "بعض ال​لبنان​يين لم يلتفتوا إلى أنّ هذه المقاومة هي نعمة وهي قوّة وهي ضمانة وأمان لكلّ لبنان". ونوّه إلى أنّ "بعض الدول تبذل أموالًا طائلة لتحصل على موقع في المعادلة المحليّة أو الإقليميّة أو الدوليّة، أمّا المقاومة فأخذت بلبنان إلى الأمن والأمان وإلى القوّة والإقتدار وإلى موقعيّة مميّزة على مستوى المنطقة كلّها، فلماذا لا تدركون أهميّة هذا الموقع، ولماذا يسعى البعض إلى التفريط به؟ فإمّا أنّه لا يعرف فهو جاهل وإمّا أنذه يعرف لكن الحسد ملأ قلبه، إن لم نقل من يحركه من الخارج طلب منه هذا".

وشدّد السيد صفي الدين على أنّ "المقاومة اليوم هي من أهم وأعظم النعم الّتي مَنَّ الله بها على هذا البلد، من أجل الحماية والمنعة ومن أجل دفع التهديدات الأجنبيّة وال​إسرائيل​يّة تحديدًا، ولأنّ المقاومة حملت هذه المميّزات حقّقت كلّ ما حقّقته". وبيّن أنّ "من أهمّ وظائف المقاومة في هذه التجربة وفي هذا التاريخ وفي هذه القوة وفيما قدّمه لنا شهداؤنا وقادتنا، هو أوّلًا أن ترسّخ المقاومة ثقافة الإنتصار على العدو الإسرائيلي، وهذا الهدف تحقّق بعد أن شاعت ثقافة الإنهزام". وذكر أنّ "المقاومة أيضًا استهدفت الوعي الإسرائيلي، كسرته واخترقته، واخترقت العمق الإسرائيلي وأصبحت تعيش في قلوبهم خوفًا ورعبًا ورهبة".

وأشار إلى "أنّنا كنّا وما زلنا أمام ما قدّمته المقاومة وما تقدّمه وما تصنعه من انتصارات وإنجازات ومعادلات، والمطلوب من جميع اللبنانيين أن يتعاطوا مع هذه المقاومة على أنّها نعمة لهم ومصلحة لمستقبلهم وواقعهم ولأبنائهم ولكلّ الوطن بل لكل الأمة، والّذي ينظر نظرة خاطئة ومختلفة هو الّذي يخسر، لن يغيّر في الأمور شيئًا". وأكّد أنّ "كلّ الكلام الأميركي الّذي يُسمع من هنا وهناك ليس له أيّ قيمة، وأنا أقول لكم من الآن أيها اللبنانيون كلّ ما تسمعونه من الأميركين وكلّ ما يقومون به من ​عقوبات​ وتهديدات واستهداف -وفيه ظلم وتعدّ وعدوان على رجال أعمال وعلى أناس هم يُستهدفون ظلمًا وعدوانًا من الأميركي-، كلّ ما يفعله الأميركي وكلّ ما تسمعونه من الأميركي لا تهتمّوا له ولأفعاله، لأنّه لن يغيّر في الوقائع شيئًا".

وأفاد بأنّ "الأميركي حاول وفشل وأُصيب بخيبات كثيرة، لذا على مستوى لبنان وبواقعية تامّة، فبإمكان الأميركي أن يوجد له أصدقاء ومتنفعين في لبنان، وبإمكانه أن يجنّد عملاء له في لبنان، لكن ليس بإمكان الأميركي بعد اليوم وبعد كلّ التجارب الّتي مضت، أن يسوق لبنان إلى سياساته وإلى أولويّاته، هذا أمر انتهى". وأعلن أنّ "كل من يتخيّل أو يفكّر في يوم من الأيام أنّ ​الولايات المتحدة الأميركية​ بضغطها وحضورها وسياسيّيها وتصريحاتها وتهديداتها وعقوباتها ودعمها للإسرائيلي وكلّ ما تضغط به على المنطقة وعلى لبنان، يمكنها أن تعود إلى لبنان لتكون لها كلمة الفصل، فهذا زمن انتهى ولن يكون على الإطلاق، ولذا كثير من الكلام الأميركي الّذي نسمعه إن لم أقل كلّه عن لبنان وعن "حزب الله" تحديدًا، هو ينضح كلّه بالخيبة".

كما ركّز صفي الدين على أنّ "أميركا في كلّ مواقفها السياسيّة عن لبنان وعن "حزب الله"، مواقف ملئية بالخيبة، خيبة بعد خيبة وفشل بعد فشل. في تموز 2006 فشلوا، راهنوا على لبنانيين خابوا وفشلوا، راهنوا على حصار "حزب الله" سياسيًّا خابوا وفشلوا، راهنوا على كثير من الضغوطات خابوا وفشلوا، ضغطوا على ​سوريا​ وعلى ​إيران​ وعلى المنطقة بالأمن وبالعسكر وبال​سياسة​ وبالإعلام وبالمال، وأميركا فشلت وخابت، فهل يمكن لها اليوم أن تنجح وأن لا تخيب؟".

ورأى أنّ "مصيبة أميركا أنّها لا تريد أن تسلّم لكن سيأتي يوم من الأيام وتسلّم بهذا الواقع، فهي دولة كبيرة متعجرفة تمسك العالم بالدولار الأميركي وتعتقد أنّ القدر بيدها، لكن أميركا ليس في يدها شيء لا الدنيا ولا الآخرة". ولفت إلى "أنّني إذا أردت أن أوصّف محورنا الّذي ننتمي إليه محور المقاومة، فبكلّ فخر واعتزاز هو محور قوي، موحّد، متماسك فكريًّا وعقليًّا وعاطفيًّا وتسليحيًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا في كل الساحات والميادين، محور يقاتل في أقصى الدنيا وفي أدنى الدنيا بلغة واحدة ومنطق واحد على قلب واحد وجبهة واحدة وقيادة واحدة، ومحور أميركا و​السعودية​ وإسرائيل ومن معهم هو محور الخيبات المتتالية ومحور الفشل والخيبة".