لفت مصدر قيادي في "​الحزب التقدمي الإشتراكي​" لصحيفة "الشرق الأوسط"، تعليقًا على زيارة وفد من "الإشتراكي" لرئيس الجمهورية ​ميشال عون​ في ​بيت الدين​، إلى أنّ "رئيس الحزب ​وليد جنبلاط​ كان منفتحًا على العهد منذ انتخاب العماد عون، ولم يسبق له أن قصّر معه، إلى أن جاءت الأحداث الأخيرة الّتي كانت ضمن مخطّط واضح لاستهداف جنبلاط".

وأوضح أنّه "حصل ما حصل من تدخلات مع القضاء، ومواقف يمكن وصفها بالانحيازيّة، ولكن جاء لقاء المصالحة والمصارحة في ​قصر بعبدا​ ليرسي هدوءًا، على أن تترَك المسائل الأمنيّة وتداعياتها للقضاء"، مؤكّدًا أنّ "هذا كان مطلبنا من الأساس، بحيث احتكمنا للمؤسسات الأمنيّة الشرعيّة وللسلطة القضائيذة، وسلّمنا المطلوبين. ولكن رغم هذا اللقاء، فإنّنا حتّى اليوم نسمع بين الفينة والأخرى أصوات نشاز من قبل بعض نواب وقياديي "​التيار الوطني الحر​" يصرّون على نبش الماضي، والتشكيك في المصالحة. وبالأمس، انبرى أحدهم من نواب "التيار الوطني" من الشمال، مطلقًا كلامًا مسيئًا لروحيّة لقاء قصر بعبدا، وكذلك للمصالحة، وكأنّه يعيش في عالم آخر".

وركّز القيادي على أنّ "قول جنبلاط أهلًا وسهلًا بالرئيس عون في ​قصر بيت الدين​ والجبل، هو فوق كلّ اعتبار، ويدلّ على تقاليد أبناء الجبل، وشهامتهم في التعاطي مع كلّ المسائل، فكيف إذا كان رئيس البلاد يقضي جزءًا من الصيف في الجبل بين أهله ومحبّيه، ونحن من المرحبين به والمتمنّين له طيب الإقامة، بل إنّ الوفد الّذي زار الرئيس عون في بيت الدين، وتحدّث باسمه وزير التربية والتعليم العالي ​أكرم شهيب​، إنّما يعبّر عن حرصنا على التعاطي الإيجابي مع رئيس الجمهورية، الّذي هو بالمحصّلة رئيس كلّ ​لبنان​، وهذا ما نتمنّاه ونحرص عليه".

وبيّن أنّ "شهيب أطلق سلسلة عناوين بارزة برسم المشكّكين بالمصالحة، والذين ما زالوا يسعون للفتنة، أو المتضرّرين من لقاء بعبدا"، منوّهًا إلى أنّ "شهيب الّذي واكب كلّ التطورات الّتي جرت من منطلق حرصه، وبتوجيهات من رئيس الحزب، على وأد الفتنة والتهدئة خلال الأحداث الأخيرة، أشار إلى أنّ ما جرى في البساتين صفحة طويناها، وختمنا هذا الجرح الأليم، وصولًا إلى تركيزه على ​مصالحة الجبل​ الّتي ستبقى ثابتة متماسكة، في ظلّ الحملات الّتي تتوالى مشكّكة بها لأهداف سياسيّة، وهذا بالمحصلة لا يصبّ في صالح أبناء الجبل، وتحديدًا المسيحيين الّذين يعيشون بين أهلهم وفي قراهم وبلداتهم".

كما أفاد بأنّ "لذا، كان شهيب حاسمًا وواضحًا فيما قاله، إثر لقاء وفد "الإشتراكي" و"اللقاء الديمقراطي" بالرئيس عون، من خلال الحرص على هذه اللاءات الّتي لا تحرق ولا تغرق، أي المصالحة والعيش الواحد والحوار، وبالتالي أن تكون العلاقة مع رئيس الجمهورية على أفضل ما يرام". وأكّد أنّ "الأجواء كانت وديّة وإيجابيّة جدًّا، وستلمسون ذلك من خلال الخطوات المقبلة، حيث يبدي "الحزب التقدمي الإشتراكي" كلّ إيجابيذة من أجل وحدة الجبل واستقراره، وبالتالي استقرار البلد بشكل عام".

وبصدد ما يقال عن زيارة جنبلاط، ونجله رئيس "اللقاء الديمقراطي" ​تيمور جنبلاط​، قصر بيت الدين للقاء رئيس الجمهورية، شدّد المصدر على أنّه "ليس غريبًا أن تحصل هذه الزيارة، ونحن كلّفَنا رئيس الحزب بلقاء الرئيس عون، وأبدينا له كلّ المودّة والتقدير. وسيكون لرئيس الحزب ولرئيس "اللقاء الديمقراطي" لقاء مع رئيس الجمهورية للترحيب به، ولمناقشة الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد، واستكمال الخطوات الإيجابية التي حصلت في قصر بعبدا، بعد لقاء المصالحة والمصارحة".

وأعرب عن أمله من البعض أن "يكفّوا عن نفخ السموم ونبش الماضي، ونذكّر هؤلاء بالمقولة التاريخية: إذا كان ​جبل لبنان​ بخير، فعندئذ يكون لبنان بألف خير. فلا يلعبوا بأمن الجبل واستقراره، أو يسيئوا للمصالحة، فهذه المسائل نحن الأحرص عليها، ورئيس الجمهورية ليس لجهة أو تيار، بل هو رئيس لكلّ اللبنانيين".