شكلت قضيّة تصحيح الإمتحانات الرسميّة في الدورتين الأولى والثانية أزمة حقيقية مع الخطأ الذي حدث عبر الموقع الإلكتروني للوزارة فاحتفل بعض ​الطلاب​ بنجاحهم واكتشفوا بعدها أنهم رسبوا... هذا اضافة الى أمور كثيرة أخرى أدى الى اعتراض الأهالي على أن التصحيح لم يتمّ بشكل جدّي ما أدى الى رسوب أولادهم.

يروي سعيد خيزراني وهو أحد الطلاب الذين تقدّموا الى الامتحانات الرسميّة للثانويّة العامّة ورسبوا أنه "شاهد علامته في البداية أنه ناجح ليكتشف بعد ربع ساعة أنه رسب"، مضيفاً: "عندما سألت في الوزارة عن السبب أكّدوا لي أن الخطأ حصل في علامة الفلسفة وأني حصلت على 40/22 في هذه المادة وان الفرق 19 نقطة، فهل يعقل أن أكون قد حصلت على 40/39 في هذه المادة، وهل يستطيع أحد أن يحصل على هذه العلامة"؟.

"قدمت طعناً بعد أن رسبت في ​الدورة​ الثانية ولم يرد عليّ أحد". هذا ما يؤكده خيزراني، مشيراً الى أننا "لا نعرف ماذا نفعل في هذه الحالة خصوصاً وأنّ موعد التسجيل في ​الجامعات​ اقترب". أما كريستين يوسف وهي والدة احدى التلميذات الراسبات في شهادة الثانوية العامة فتلفت الى أن "إحدى الموظفات في الوزارة تواصلت معنا وأكدت لنا أنه وفي حال قدمنا طعناً يمكن فتح ثلاث مسابقات بشرط أن نوقّع على أنه وخلال سنتين لا يمكن لإبنتي أن تتقدم الى ​الامتحانات الرسمية​ ووافقت لأني أدرك أن هناك خطأ في التصحيح"، مشيرةً الى أنه "وبعد أن وافقنا عادوا وتراجعوا وأكدوا أنه لا يمكن اعادة فتح المسابقات". بدورها فيفيان صيقلي والدة ماريا وشربل الصيقلي فتشدد على أننا "نعتصم هنا ونريد أن يوقع وزير التربية ​أكرم شهيب​ على إفادات تسمح لأولادنا بالدخول الى الجامعات وتصحح الخطأ الذي ارتكب بحقّ الأولاد لا أكثر ولا أقل".

"في الدورة الثانية لم يصحّح الأساتذة الامتحانات الرسمية". هذا ما تؤكّده زينب ترمس وهي والدة أحد الطلاب الراسبين، لافتة الى أن "العلامات التي أتت كانت تسلسلية"، مضيفة: "يقولون إن هناك ​كاميرات مراقبة​ فليعودوا اليها، ابنتي حصلت في إحدى المواد على علامة 19 وزملاؤها في الصف قد قاموا بمحاولات غشّ بالنقل عنها وحصلوا على 54، فكيف يعقل ذلك"؟، هنا تشير زينب الى أن "كل ما نطالب به هو الحصول على افادات وعندما يقوم الطالب بامتحان دخول الى الجامعة فإما ينجح أو يرسب".

إزاء كلّ هذا الكلام حاولت "​النشرة​" الاتصال بمدير عام ​وزارة التربية​ ​فادي يرق​ للإستفسار منه حول اللغط الحاصل في نتائج الامتحانات الرسمية لكنها لم تلق جواباً.

في المحصّلة لا أحد يعرف ما حصل خلال تصحيح الإمتحانات الرسمية!، ليبقى السؤال "هل سبب كل ما يجري هو الخطأ الذي حصل في الموقع الالكتروني ساعة اعلان النتائج فأدّى الى كلّ هذه البلبلة؟، أم فعلاً هناك أخطاء حدثت عند تصحيح الإمتحانات الرسميّة وأدّت الى رسوب الطلاب"؟. كل هذه تبقى افتراضات واسئلة والرهان على الايّام المقبلة التي ستكشف ما حدث، او التي قد لا تُكشف...