أكد مصدر بارز في حزب "القوات ال​لبنان​ية" لصحيفة "الجمهورية" أن "الموقف الواضح والصريح الذي اتخذه رئيس حزب "القوات" ​سمير جعجع​ ضد الممارسات الاسرائيلية في حق ​الفلسطينيين​ في ​المسجد الاقصى​ إنما يهدف ضمن أحد مندرجاته الى محاولة احتواء الهواجس التي ترتبت لدى البعض على قرار وزير العمل، والتأكيد انها لا تستند الى اي اساس"، مشددا على أن "تغريدة جعجع تعكس اقتناعه بعدالة ​القضية الفلسطينية​ ووجوب إنصاف اصحابها، وحرصه على إزالة المخاوف التي نتجت من تفسير غير صحيح لأبعاد الاجراء الصادر عن وزير العمل لتنظيم العمالة الاجنبية ومن ضمنها الفلسطينية".

ورأى المصدر أن "محتوى التغريدة يجب ان يُطمئن القلقين، وهو يؤشر الى عدم وجود اي نية باستهداف الفلسطينيين، بل انّ "القوات" التي دافعت عبر رئيسها عن المصلين في المسجد الاقصى لا يمكن ان تضمر اي شر لهم في لبنان"، مبينا أن "القوات" درست ​صفقة القرن​ وتداعياتها المحتملة، من كل الجوانب، وهي توصلت الى اقتناع تام بأنّ انعكاساتها ستكون وخيمة على لبنان، بل لعله سيكون من بين الاكثر تضرراً، خصوصاً لجهة فرض ​التوطين​ عليه".

ولفت الى أن "صفقة القرن لا تهدّد فقط بتوطين الفلسطينيين الموجودين في لبنان، وانما قد تدفع ايضاً في اتجاه تهجير الفلسطينيين من أماكن أخرى الى لبنان لتوطينهم فيه، انطلاقاً من فرضية ان ساحتنا سائبة وليست عندنا دولة قوية يمكنها ان تمنع هذا السيناريو إذا تقرّر اعتماده، وبالتالي فانّ المطلوب في المقابل الاصرار على إعطاء الحقوق المشروعة لاصحابها من أجل تثبيت بقائهم في ارضهم"، مشددا على أن "القوات التي حاربت التوطين ب​السلاح​ حين دعت الحاجة في الماضي، ستقاتله كذلك بقوة الموقف في هذه المرحلة ومن دون هوادة".

وحذر من أن "الاعتداءات الاسرائيلية على الفلسطينيين قد تمهّد إذا تصاعدت لتهجير إضافي، وهذا ما يفسّر مبادرة جعجع الى التنديد بما حصل في المسجد الاقصى من انتهاكات، لانّه عندما يكون هناك مشروع مريب كصفقة القرن، يصبح من الواجب التدقيق في كل واقعة والتعامل معها بالطريقة المناسبة، لانها ربما تكون جزءاً من مخطط أوسع وأخطر".