الى الشوارع عادت ​النفايات​ المنزلية في أقضية زغرتا والمنية-الضنية والكورة وبشري بعدما تراجع رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ وتحت الضغط السني الذي مارسه البعض في الشارع ولأسباب مختلفة، عن قراره الداعم لإنشاء مطمر صحي للنفايات في تربل بالتنسيق مع وزارتي البيئة والداخلية.

وبرعاية من الحريري، كان وقف وزير البيئة ​فادي جريصاتي​ في مكتب محافظ الشمال ​رمزي نهرا​ والى جانبه رؤساء بلديات وإتحادات بلديات شمالية معلناً عن حل لأزمة نفايات ضربت الأقضية المذكورة منذ أوائل نيسان الفائت، وبإيعاز من الحريري نفسه. تكشف المعلومات أن وزارة الداخلية والبلديات أوقفت مؤازرتها الأمنية لتنفيذ خطة فتح المطمر بعدما ما أدى عملياً الى تحطيم الكثير من الشاحنات التي كانت في طريقها اليه من قبل المعترضين.

فما الذي حصل حقيقةً؟ وكيف تحرك الشارع السني في مرياطة وعلما وطرابلس والمنية وحيلان وعزقة وتربل رفضاً للمطمر؟ ولماذا تراجع الحريري عن قراره؟.

" الأسباب مختلفة" تقول أوساط شمالية متابعة للملف وتضيف "منها ما هو سياسي ومنها ما هو مالي مصلحي بحت". وفي هذا السياق، يروي مصدر بلدي شمالي أن "قصة الإعتراض على المطمر بدأت عندما تحرك عدد من عرب المنية وبإيعاز من صاحب مكبّ عدوة الذي أنتج إقفاله الأزمة، رفضاً للمطمر"، وهنا يضيف المصدر البلدي، "الهدف من هذا التحرك هو أمر من إثنين، إما إعادة فتح مكب عدوة وهذا ما يفيد صاحبه مادياً نظراً لما كان يتقاضاه من أموال عن كل شاحنة، وإما أن يبقى المكب مقفلاً بالإسم كما هو الوضع حالياً ولكن في واقع الحال، يستمر بإستقبال شاحنات النفايات التي يصل سعر إدخالها ليلاً الى المكب، وفي السوق السوداء، الى أكثر من ٦٠٠ دولار".

أيضاً ضمن سياق المصالح الماليّة، تحركت مجموعة بإيعاز من قبل مالك أحد المنتجعات وهو المقربين من الحريري. في البداية كانت الحجة أن المطمر قريب منه، ولكن بعدما وعد صاحب المنتجع الحريري بتأمين موقع بديل للمطمر، وعلى هذا الأساس أوقف الحريري العمل به لمدة ٢٤ ساعة، تبين أن الموقع الذي المقترح كبديل لا يبعد عن الموقع القديم في تربل أكثر من ٩٠٠ متر وتبين أيضاً أنه يملكه ويشاركه بملكيته مسؤول كبير في ​تيار المستقبل​، وكأنّ المقصود من الإعتراض القول، "إستأجروا عندي وإدفعوا لي وليس لصاحب الموقع المعتمد، عندها يصبح المطمر مقبولا".

اما في السياسة، فتشير المعلومات الى أن الذين ضغطوا على الحريري رافعين راية رفض المطمر، هم بعض رؤساء الحكومة السابقين والنوّاب. أضف اليهم، حزب التحرير السلفي، الذي لديه الكثير من الحسابات السياسية التي يريد تصفيتها مع الحريري، وعلى رأسها ملفّ العفو العام الذي ومن دون إقراره شاملاً، ما من قوة ستخرج الموقوفين الإسلاميين من السجون إلا بعد إنقضاء أحكامهم المشدّدة الصادرة عن ​المحكمة العسكرية​ .

إذاً في رواية ​مطمر تربل​ الذي أوقفت تنفيذه الشعارات البيئية الطنّانة والرنّانة، قليل من البيئة والصحة، وكثير من المصالح المالية والسياسية، والأيام المقبلة كفيلة بكشف المزيد عن هذا الكثير!.