أكد عضو تكتل "​لبنان القوي​" النائب ​ماريو عون​ أن ما حصل بموضوع تعيينات اعضاء ​المجلس الدستوري​ التي أتمها ​مجلس الوزراء​ في جلسته الأخيرة لا ينم عن عملية تحدٍّ او اقصاء لـ"القوات اللبنانية" او غيرها من القوى، كما يحاول البعض أن يشيع، لافتا الى انه بعد سلسلة اتصالات بين المرجعيات المعنية، تم الركون الى نتائج العملية الديمقراطية التي أدت الى سقوط المرشح المحسوب على "القوات".

وأشار عون في حديث لـ"النشرة" الى ان الصراع السياسي لا شك موجود وكل فريق يحاول أن يؤمن وصول العدد الأكبر من المقربين له خلال التعيينات الحاصلة، وهذا أمر مشروع تماما بالعمل السياسي، وان كنا من مؤيدي ومحبذي اعتماد آلية معينة للتعيينات والتي نعتبرها الحل الأمثل، وقال: "في النهاية لا يحصل كل شيء كما نرغب نحن وان كان رئيس الجمهورية هو مؤسس التيار الوطني الحر، فالبلد كما بات الجميع يعرف يُحكم حاليا بالتوافق".

وأعرب عون عن ارتياحه للمسار الذي تسلكه الأمور والعلاقة مع الحزب "التقدمي الاشتراكي" بعد لقاء المصالحة التي تم في قصر بعبدا، لافتا الى انه لا شك ان هناك مسارا طويلا لتثبيت هذه المصالحة على الارض، لكن الامور بشكل يجعلنا مطمئنين. وقال: "نحن منفتحون دائما على القوى السياسية كافة باستثناء من لا يريد مدّ اليد وكنا وسنبقى نقابل أيّ خطوة ايجابية بخطوات مماثلة". ولفت الى انه بصدد تلبية دعوة النائب ​بلال عبد الله​ للبحث بملفّ البيئة في الشوف، "ما يؤكد عدم وجود تباعد بين الحزبين كما حصل قبيل حادثة ​قبرشمون​ وبعدها، ويمكن الحديث عن خطوات ثابتة للتطبيع مع القوى السياسية كافة".

وتناول عون الملفّ الاقتصادي، فأكد أن رئيس الجمهورية أخذ على عاتقه الورقة الاقتصادية التي تم التوافق عليها في الاجتماع الذي تلا المصالحة، مؤكدا ان تنفيذ بنودها سيشكل العمل الاساسي في المرحلة المقبلة، على ان يتزامن ذلك مع حلّ المشاكل البيئية واتمام التعيينات، ما يعتبر مؤشرا ايجابيا للمجتمع الدولي يؤكد قدرتنا على النهوض مجددا بالوضع الاقتصادي، خاصة بعد اقرار موازنة 2019 وانطلاق العمل لاعداد موازنة أفضل للعام 2020. وأضاف: "ان ثبات القطاع المصرفي عامل ايجابي اساسي اضافة الى ان مشاريع البنى التحتية المرتقب انطلاق تنفيذها والتي نتجت عن مؤتمر "سيدر"، سمحت باعطاء فترة سماح للبنان لا شك انها ستتجدد لتتحول الى ثقة به".

وردا على سؤال عن الانتخابات الداخلية في "التيار الوطني الحر"، أكد عون انه كما رئيس التيار الوطني الحر ويزر الخارجية جبرانم ومعظم الحزبيين يؤيدون ويحبذون وجود أكثر من مرشح لرئاسة التيار لتأخذ اللعبة الديمقراطية مجراها، الا ان الوقائع والمعطيات تفرض نفسها في نهاية المطاف، خاصة وان باسيل خاض فترة رئاسيّة ناجحة جدا كوّنت قوة للتيار تمكن من خلالها لتحقيق نتائج ممتازة في الانتخابات النيابيّة وفرض نفسه القوة الابرز حاليا في الحياة السياسية. وقال: " لأمور تتجه لتجديد الثقة بالوزير باسيل لرئاسة التيار، لكن بالمقابل وبما يتعلق بنواب الرئيس، نتوقع أكثر من مرشح، لكن الصورة لم تتضح بعد لأن الحملة الانتخابية انطلقت حديثا".