أشارت صحيفة "الخليج" الاماراتية في افتتاحيتها الى أن "اسئلة عدّة تُطرح أمام البريطانيين اليوم: هل يساعد رئيس الوزراء ​بوريس جونسون​ على تجاوز الأزمة التي لا تزال تسببها خطة الخروج "​بريكست​" من ​الاتحاد الأوروبي​، أم إن الأزمة ستعود إلى الداخل البريطاني نفسه، وتؤثر في خطط لندن القائمة على الخروج لا غيره، وهل يقبل الاتحاد الأوروبي عودة المفاوضات مع ​بريطانيا​ من جديد؟".

ولفتت الى أنه "في الزيارة التي قام بها جونسون مؤخراً إلى ​ألمانيا​ و​فرنسا​، هيمنت قضية الخروج من الاتحاد الأوروبي على ما عداها من قضايا؛ إذ صدرت من الفرنسيين والألمان إشارات تذهب إلى منح بريطانيا فرصة لإجراء مفاوضات إضافية، لكنها ليست جديدة، للتوصل إلى اتفاق حول "بريكست" خلال 30 يوماً، وهو ما أوضحته المستشارة الألمانية ​أنجيلا ميركل​، عندما قالت إنها أكدت للمسؤول البريطاني أن ما يريدون فعله خلال سنتين أو ثلاث سنوات، يمكنهم القيام به خلال ثلاثين يوماً؛ أي حتى حلول 31 تشرين الأول المقبل، وهي المدة التي حددها جونسون للخروج من الاتحاد باتفاق أو بدونه، ما يفتح الباب أمام ما يعرف بـ"الخروج الفوضوي".

واضافت: "ولم يخرج ماكرون عن نظرة ميركل للأمر، فقد أعرب هو الآخر عن تأييده للمقترح الألماني، لكنه ركز خلال استقباله جونسون في قصر الإليزيه، على أهمية إيجاد حل لمسألة الحدود الأيرلندية التي تثير خلافاً منذ بدء المفاوضات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي في 2017، وإن كان أعاد التأكيد أنه لا وقت للتفاوض حول اتفاق جديد مع بريطانيا؛ بل العمل على تطويره"، لافتة الى أن "ماكرون أشار الى انه لن تكون هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق خروج جديد بعيد عن الأسس التي أرساها اتفاق تم إنجازه مع رئيسة الوزراء البريطانية السابقة ​تيريزا ماي​، وعارض دعوات جونسون إلى إلغاء شبكة الأمان الخاصة بشطري أيرلندا التي تضع بريطانيا بأكملها ضمن منطقة جمركية واحدة مع الاتحاد الأوروبي".

وشددت الصحيفة على أن "تحركات جونسون الأخيرة تهدف إلى منع حدوث خروج فوضوي لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلا أنه مستعد لأي تبعات قد تنتج عن رفض الاتحاد الأوروبي الأفكار المطروحة من جونسون؛ لأنه أعلن أكثر من مرة أنه لن يكون هناك أي بديل لـ"بريكست"، ما دفع قادة في الاتحاد الأوروبي للإشارة إلى أنه على الاتحاد أن يأخذ الأمر على محمل الجدية، فجونسون يختلف عن تيريزا ماي، فهو من أكبر الداعين للخروج من الاتحاد، حتى بدون اتفاق، وهذا يشكل خطراً على الاتحاد ودوره في ​المستقبل​"، مشيرة الى أن "جونسون يرى أن "بريكست" يمثل فرصة اقتصادية هائلة للقيام بأشياء لم يكن مسموحاً للبريطانيين القيام بها لعقود، من بينها التفاوض القائم حول اتفاقيات تجارية لمرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد، وإنشاء مناطق حرة لتحفيز ​الاقتصاد​، لكن السؤال هو: هل سينجح في ذلك، أم تدخل بريطانيا في مرحلة فوضى؟."