نشرت صحيفة "الفاينانشال ​تايمز​" البريطانية مقالا بعنوان "محاكمة البشير في إسكات الأصوات المنادية بالعدالة"، تحدثت خلاله عن محاكمة الرئيس السوداني ​عمر البشير​ وأراء الشارع السوداني حول ذلك، مشيرةً إلى أن "البشير الذي استطاع أن يتجنب الوقوف أمام ​المحكمة الجنائية الدولية​ بتهمة ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية عام 2010 بحق أبناء ​دارفور​، ها هو اليوم يقف أمام محكمة في إحدى دول شرق أفريقيا التي حكمها لقرابة 3 عقود".

واعتبرت أن "مثول البشير أمام المحكمة يشكل لحظة حاسمة ومصيرية بالنسبة للملايين من ​السودانيين​ الذي تظاهروا لشهور من أجل انهاء حكم البشير والعسكر"، مشيرةً إلى ان "مشاهدة الناس للبشير داخل قفص الاتهام تكسر حالة النمطية الطويلة التي تعود عليها الناس، وتجعلهم يشعرون بان عهد البشير قد انتهى".

وأوضحت أنه "على الرغم من رمزية مثول البشير أمام المحكمة إلا أن الكثيرين يخشون ان المحاكم لن تحقق العدالة التي يحلمون بها"، مشيرةً إلى أن "البشير يحاكم فقط بتهمة غسيل الاموال وتقاضي أموال من دول بشكل غير رسمي، لكننا لا نعتقد أن هذه هي الجريمة الوحيدة التي ارتكبها".

وأشارت إلى أن "مشاهدة البشير وهو يحاكم بتهم ​الفساد​، تجعلني أشك أن ​الحكومة​ غير جادة في محاكمته عن الجرائم الحقيقية التي ارتكبها"، لافتةً إلى أن "المشكلة تكمن في أن الاتفاق الذي وقع الأسبوع الماضي يقضي بتقاسم السلطة خلال الثلاث السنوات والنصف القادمة بين قادة التظاهرات و​المجلس العسكري​، الذي يعتبر جزءا من نظام البشير السابق، وقادته يدينون بالولاء للبشير وبعضهم متورط في أعمال ​العنف​ التي حدثت".