الازمة الاقتصادية الخانقة والعوز والفقر الذي تعاني منه معظم المناطق اللبنانية ولا سيما الاطراف والمناطق البعيدة عن العاصمة كقرى في الهرمل وبعلبك والبقاع وعكار وطرابلس والشمال واجزاء من الجنوب، هي نفسها والشغل الشاغل لكل فاعليات وسكان هذه المناطق الذين باتوا لا يطيقون ذرعاً من هذه الاوضاع التي بلغت حد الانفجار.

منطقة بعلبك- الهرمل تكاد تكون الاكثر تأثراً بسبب "الصيت الامني" السيء لبعض مناطقها وبسبب تفشي حوادث الخطف المسلح وسرقة السيارات والسطو واخيراً المراباة والدين بالفائدة، ومما يزيد الطين بلة وفق فاعليات بقاعية ان الإعلام اللبناني ومنه الى الاعلام العربي والخليجي والعالمي ينقل صورة مضخمة عن قصد او غير قصد وبعض الاعلام المحدد يهدف الى تشويه صورة البيئة الشيعية وبيئة المقاومة وبيئة حزب الله وحركة امل بأنها بيئة خارجة عن القانون وتشكل بؤراً امنية ممنوعة ومحظورة امام القوى الامنية. وفي حين تؤكد اوساط الثنائي الشيعي ان لا الاحزاب اي حزب الله وحركة امل يغطيان اي مطلوب او مرتكب لكنهما مع العشائر لا يعتقلون احد او يوقفوه ليسلموه فهذه واجبات القوى الامنية ونحن منفتحون على اي تعاون لكنهم لا يخفون احداً ولا يغطون احداً.

وتشير ارقام رسمية وفق الاوساط الى ان هناك 37 الف مذكرة توقيف ولكن هذا لا يعني ان هناك 37 الف مطلوب، فعدد المطلوبين الفعليين هو 1200 مطلوباً ولكن هذا لا يعني ايضاً ان هناك 1200 مجرماً، المطلوبون الخطيرون عددهم بالعشرات فقط. اما باقي المطلوبين فإما بوثائق اتصال وبإطلاق نار في الهواء في تشييع او اعراس او ضبط سير او كهرباء واسمه موجود على النشرة.

وتدعو الاوساط وفي ملف العفو العام الى عدم الخلط بين مطلوبي بعلبك وملفات مطلوبين بجرائم اخرى او ملفات متعلقة بمن غادر الى فلسطين المحتلة او ما يسمى بملف الموقوفين الاسلاميين وحتى لا تُسيس الامور او تُعقد او تُربط الامور ببعضها البعض.

وتشير الاوساط الى ان نواب بعلبك الهرمل يعملون على الموضوع كأولوية ولكن ليس هناك شيء ملموس في القريب العاجل، ولكنها تعتقد ان اذا صار العفو واقر في مجل النواب سيشمل القضايا المتعلقة بالحق العام وليس الحق الخاص او الشخصي فمن ارتكب جريمة قتل شخصية او هناك دم لن ينال العفو بل مسامحة وعفو اصحاب الدم وهذا السياق الطبيعي للامور.

في المقابل وفي مقاربة لافتة للاهتمام، وفي حين لا تزال منطقة طرابلس مصنفة خطرة امنياً لعدد من السفارات الاوروبية والغربية وفي ظل تقصير الجهات السياسية ونواب طرابلس وفق إنتقادات فاعليات طرابلس وغضبهم من اداء نوابها، نجح محافظ بعلبك والهرمل بشير خضر بتغيير التصنيف الأمني لبعلبك لدى السفارات الغربية فأصبحت "خضراء" بينما لا تزال العاصمة الثانية مصنفة "حمراء" لدى نفس السفارات بظل غياب كامل لنواب المدينة عن هذا الدور.

وتشير معلومات الى ان خضر سافر الى برلين منذ اشهر للقاء مسؤول ملف لبنان وسوريا في وزارة الخارجية الألمانية لشرح الواقع الأمني والطلب اليه بإعادة التقييم من أجل اعادة تصنيف المنطقة أمنياً.

ويضاف الى هذا الجهد لخضر، تحسن الاوضاع الامنية في بعلبك الهرمل وانخفاض عدد الجرائم المرتكبة في ملفات السرقة وسرقة السيارات والخطف وخصوصاً في العامين 2018 و2019، الامران دفعا، عدد من السفارات الغربية والاوروبية البارزة والامم المتحدة الى رفع حظر الانتقال والذهاب الى بعلبك او الهرمل او قرى البقاع ورفع تصنيفها من منطقة حمراء الى آمنة، وهذا ما يؤكده محافظ بعلبك والهرمل بشير خضر لـ"الديار"، اذ يشير الى ان عدد كبير من السفارات الغربية كانت تصنف بعلبك منطقة حمراء امنية وتُحذر رعاياها من زيارة منطقة بعلبك والهرمل رفعت الحظر عن زيارة المنطقة وازالت الخطر الامني من هذه المنطقة كالسفارة البريطانية والكندية واليابانية والايطالية والرومانية والامم المتحدة والعديد ايضاً منها.

وهذا الرفع او الغاء التحذير الامني يأتي من وزارة الخارجية من البلدان المذكورة ومرتكزة على دراسات وتقارير تخص البلدان المذكورة عن وضع لبنان ومنطقة بعلبك - الهرمل.

ويقول خضر ان تحسن الوضع الامني انعكس بدوره طفرة سياحية في المنطقة حيث بلغت العائدات المالية لزيارة قلعة بعلبك ليوم واحد، العشرين مليون ليرة لبنانية لصالح بلدية بعلبك بمعدل 10 الاف ليرة لبنانية لكل تذكرة اي ان قلعة بعلبك زارها 2000 شخص في يوم واحد.

ويكشف خضر ان عدد البطاقات التي بيعت لكل المهرجانات في لبنان وفق احصاءات الvirgin mega store سجلت تراجعاً عن الاعوام الماضية على عكس مهرجانات بعلبك الدولية والتي تقام في قلعة بعلبك وسجلت تقدماً ملحوظاً هذا العام عن العام الماضي والذي قبله.

ويقول ان عدد المهرجانات في منطقة الهرمل وبعلبك زاد فصار لدينا مهرجانا اليمونة والقاع وبعض المهرجانات الصغيرة في بعض القرى، فلولا تحسن الوضع الامني واستقراره لما تجرأ السياح الاجانب على زيارة هذه المنطقة.

ويلفت الى انه ومنذ ايام وفي 14 من الجاري شارك في افتتاح مهرجان القاع وهو يقام للمرة الاولى وفي التاريخ نفسه منذ عامين كان في القاع وكانت اصوات القذائف والصواريخ تُسمع في جرود القاع ورأس بعلبك في معركة "فجر الجرود". اما اليوم فكانت اصوات الفرح والموسيقى تصدح في المدينة.

ويؤكد انه ليس مستهدفاً شخصياً كمحافظ لا جسدياً ولا امنياً وهو اليوم يملك حرية التنقل والمشاركة في النشاطات العامة والمهرجانات. ومنذ فترة كان هناك تهديدات امنية وكان ينتقل الى المحافظة بسيارة مصفحة وفرتها له وزارة الداخلية وشعبة المعلومات وتم إعادتها الى شعبة المعلومات بعد إنتفاء الحاجة واليها، واليوم التهديدات زالت والامور طبيعية.