أفادت وكالة "​رويترز​" بأن وكالة المخابرات المركزية الأميركية "CIA" لا تتجسس على دولة ​الإمارات​، ما يعد سلوكا استثنائيا بالنسبة لأحد أكبر وأشهر أجهزة الاستخبارات في ​العالم​.

ونقلت "رويترز" في ​تقرير​ نشرته عن ثلاثة مسؤولين سابقين في "CIA" مطلعين على الموضوع، تأكيدهم أن "الوكالة لا تمارس ما يسمى "الاستخبارات البشرية" في الإمارات (أي جمع معلومات استخباراتية أكثر قيمة من مخبرين محليين عن حكومتهم)، ما يشكل، حسب منتقدي هذا الأسلوب، "بقعة عمياء خطيرة" في جهود "CIA".

وأشارت مصادر "رويترز" و"خبراء في مجال ​السياسة​ الخارجية"، إلى أن "الجديد في هذه القضية ليس موقف ​واشنطن​، بل التغيرات التي طرأت في سياسات ​أبوظبي​ الإقليمية خلال السنوات الأخيرة، حيث تخوض الإمارات اليوم حروبا وتنفذ عمليات سرية وتستخدم نفوذها المالي لتغيير سياسات المنطقة بطريقة تتضارب في كثير من الأحوال مع مصالح ​الولايات المتحدة​".

وتطرق التقرير إلى "دعم الإمارات لقائد "​الجيش الوطني​ الليبي" ​خليفة حفتر​ ودورها في مقاطعة قطر، بالإضافة لتقرير سابق لـ"رويترز" أفاد بأن ​حكومة​ الإمارات استأجرت موظفين سابقين من ​وكالة الأمن القومي الأميركية​ كـ"هاكرز" ضمن إطار برنامج تجسس يطال على وجه الخصوص مواطنين أميركيين.

وأكد أحد المسؤولين السابقين في "CIA" لـ"رويترز" أن "هذه المخاوف لا تخص فقط السياسات الإقليمية للدولة الخليجية بل والتقارب بين الإمارات و​روسيا​ والصين، حيث وقعت أبوظبي و​موسكو​ العام الماضي اتفاقية شاملة للشراكة الاستراتيجية".

وحذر مسؤول سابق رابع في "CIA" لـ"رويترز" من أن "عجز الوكالة عن التكيف مع طموحات الإمارات العسكرية والسياسية المتزايد هو بمثابة "تقصير في أداء الواجب".

وأشارت الوكالة إلى أن "​الاستخبارات الأميركية​ لا تترك الإمارات دون أي اهتمام، إذ تعمل وكالة الأمن القومي على "رصد إلكتروني" لداخل الإمارات، وهو نوع أقل خطورة وكفاءة لجمع المعلومات".

ونقلت "رويترز" عن مسؤولين سابقين في "CIA" وضابط استخباراتي سابق في دولة خليجية تأكيدهم أن "أنشطة وكالة الاستخبارات الأميركية تستهدف كثيرا حليفا مهما جديدا لواشنطن في المنطقة، هو ​السعودية​، حيث سبق أن ألقت المخابرات السعودية، القبض على عدة وكلاء لـ"CIA" حاولوا تجنيد مسؤولين محليين كمخبرين، وتم طردهم من البلاد دون الإعلان عن ذلك.