أكد الوزير السابق ​غازي العريضي​ أنه "اليوم وللأسف، تستقوي ​إسرائيل​ بهذا الموقف العربي المراهن عليها وعلى ​أميركا​ والذي يعتبر أن ​إيران​ هي العدو، ثمة مشاكل كبرى مع إيران، هذا نقاش يطول، ولكن لا يمكن أن تكون إسرائيل هي الصديق أو الحليف أو الشريك الذي يؤمن امنا وإستقرارا في المنطقة، ويعمم الديمقراطية ويبني نظاما جديدا في ​الشرق الأوسط​ قائما على العدالة و​الأمن​ والمساواة والإستقرار والإزدهار، وكل ما يطرح في هذا الموضوع هو محاولة بيع فلسطين إلى إسرائيل وسيدفع الثمن العرب الذين يملكون إمكانات هائلة، وطاقات بشرية، علمية، فكرية، سياسية، إقتصادية ومالية إستثنائية لا تملكها دول أخرى، وفي المقابل ماذا يفعلون، يخضعون لتهديدات ترامب "عليكم أن تدفعوا" وهم يدفعون، ​الدول العربية​ تدمر وإسرائيل تفيد من هذا الدفع من الناحيتين المادية والسياسية في إطار مشروعها".

وفي كلمة له خلال إقامة المكتبة الوطنية في ​بعقلين​، والدار العربية للعلوم "ناشرون" ندوة سياسية، في مناسبة صدور كتاب جديد للمفكر كريم مروة بعنوان "رحلة عمر"، أوضح العريضي انه "يأخذنا الكاتب في كتابه "رحلة عمر" إلى رحلة جميلة مشوقة مفيدة في القرن العشرين، فيها من التجارب ما يكفي، إذا أردنا أن نتعلم. وهنا ينقل عن طه حسين "أن الشعوب لا تتعلم من تجاربها". ونحن في ​لبنان​ شعوبنا مميزة في هذا الأمر، والغالبية العظمى من قادتها إستثنائية في هذا المجال، بمعنى، لا تقرأ ولا تتعلم من التجارب".

وإذ نوه ما ذكر في كتاب كريم مروة عن "عبقرية إبن الهيثم العلمية والهندسية، وعن التقدير الذي لقيه من الحاكم بأمر الله لدى زيارته لمصر". وتساءل: "من يتطلع اليوم إلى العلماء؟ من يفتح الآفاق أمامهم؟ من يعطيهم الفرص؟ بل على العكس، هم يقتلون هؤلاء لأنهم يخافون عقولهم، ويتلاقون في هذا الأمر مع الأميركي والإسرائيلي، فالذي لم يقتل، يتم إستخدامه للإفادة منه في أكبر الصناعات في ​الولايات المتحدة الأميركية​".

وعن الحريات، والحركة الطالبية الشبابية التي أشار إليها المفكر مروة في كتابه، تمنى العريضي على "كل من عاصر الحركة الطالبية الإضاءة على تلك المرحلة المشرقة من ​تاريخ لبنان​ ليس فقط بسطور وكلمات وتعليقات بسيطة، فتجربة الحركة الشبابية الطالبية على مستوى ​الجامعة اللبنانية​ و​التعليم الثانوي​ من أهم واجمل التجارب المشرقة في تاريخ ​الحياة​ السياسية اللبنانية، وشكلت رافعة أساسية في النضال الوطني والعربي بقيادة المعلم ​كمال جنبلاط​".

وتحدث عن ​العنصرية​ التي تطرق لها كتاب "رحلة عمر"، مشيرا إلى الكلام العنصري الذي قاله الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ في حق نائبتين انتخبهما الشعب الأميركي: ​إلهان عمر​ و​رشيدة طليب​، ويقول السبب الأساسي هو اللون. ومع ذلك، فإن هناك أصواتا كثيرة، داخل أميركا وخارجها تندد بالعنصرية، وهذا ما يجب أن يبنى عليه. ونحن ومن موقعنا المتواضع، ولكن من إلتزامنا ثوابتنا ومبادئنا وأخلاقياتنا وتربيتنا وثقافتنا وتاريخنا ونضالنا وشهداءنا نوجه التحية إلى هاتين النائبتين وإلى كل من يقف في وجه العنصرية أينما كانت من إسرائيل إلى أميركا".