شدّد سفير لبنان السابق في ​واشنطن​ ​رياض طبارة​ على أن "الحادثة الأمنية التي حصلت في ​الضاحية الجنوبية​ ل​بيروت​ لا تزال غير واضحة، في ظلّ نظريات كثيرة حولها، ولكلّ نظرية حسابات مختلفة عن الأخرى ولذلك، فإنه من الصّعب الحديث عن أبعادها الحقيقية منذ الآن".

وأشار في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "العلاقات الأميركية - ال​إيران​ية في إطارها الكامل يُنظَر إليها من خلال ​الإنتخابات الرئاسية الأميركية​ التي ستحصل بعد نحو سنة ونصف، ووفق أمر واقع أن ​ترامب​ حوّل كل ​سياسة​ ​الولايات المتحدة​ الى حملته الإنتخابية"، لافتاً إلى أن "واشنطن تريد الإنسحاب من ​أفغانستان​، وتسليم الحكم الى حركة "طالبان"، مقابل وعد بأن لا تحتضن الأخيرة "​القاعدة​" و"داعش"، والوصول الى هذا النوع من الإتفاق المُبهَم، وحصره بوعد بعد مدّة زمنية طويلة من الحرب، يدلّ على أن ترامب يعمل كلّ شيء ليحصل على إنجاز يساعده في ​الانتخابات​، ففي كلّ الإستطلاعات، يظهر أن المرشحين الديموقراطيين يتحلّون بشعبية أكثر منه، ولذلك هو يبحث حالياً عن إنجاز".

ولفت إلى أنه "لديه أفغانستان و​كوريا الشمالية​ وإيران و​الصين​، كمسارح لتحقيق إنجازات في الوقت الراهن وتقع إيران ضمن هذا الإطار أيضاً، فالرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ ما كان دعا ظريف، أو سعى الى حصول اجتماع بين ترامب وروحاني، لولا أنه نسّق في هذه الخطوة على مستوى أكبر، ولولا حصوله على موافقة ترامب أيضاً"، مؤكداً "إننا نلاحظ أن الشروط التي وضعها ترامب على إيران في وقت سابق، تخفّ يومياً لصالح مزيد من التساهُل الأميركي في الملف الإيراني. ففي البداية، كان الأمر يتعلق بـ 12 شرطاً، أما اليوم فما عاد الحديث إلا عن ​السلاح النووي​ و​الصواريخ​ الباليستية فقط".

وأضاف "اهتمام ​السياسة​ ​الخارجية الأميركية​ بات محصوراً بمصلحة ترامب الإنتخابية، بدلاً من أن يكون لمصلحة واشنطن بحدّ ذاتها، فلا مصلحة للولايات المتّحدة بأن تُبرم اتّفاقات مُلتبسة مع "طالبان". فضلاً عن أن العلاقة ​الجديدة​ بين واشنطن و​طهران​، ونتائج ما حصل في الضاحية ليل السبت - الأحد، تصبّ في سياق مصلحة ترامب الإنتخابية أيضاً".

وعن كلام ترامب المتعلّق بالإعلان عن خطة السلام، قبل الإنتخابات الإسرائيلية، رأى طبارة أن "هذه الخطّة ميتة، ولن تُعلَن في أي وقت لأن لا حظوظ لها، فلا مصر ولا حتى ​السعودية​ يمكنهما تعويمها عربياً بسبب ردّة الفعل الشعبيّة، كما أن لا موافقة فلسطينية عليها وبالتالي، هي ولدت ميتة وتنتهي ميتة".