اعتبر سفير ​لبنان​ السابق في ​واشنطن​ ​رياض طبارة​ أن الخرق الاسرائيلي الذي تم تسجيله في الضاحية الجنوبيّة ل​بيروت​ عبر الطائرتين المسيّرتين، انما يندرج باطار ​السياسة​ الاسرائيلية التوسعية في المنطقة والتي تهدف لتغيير قواعد الاشتباك التي كانت قائمة، لافتا الى انه في بادىء الامر كانّ يتم القصف على حدود ​الجولان​ ومن ثم تطورت الامور الى عمق ​سوريا​ وصولا لضرب ​الحشد الشعبي​ في ​العراق​ واليوم الخرق الاخير في الضاحية.

واستبعد طبارة في حديث لـ"النشرة" أن تتطور الامور أكثر من ذلك وان كان ​حزب الله​ يجهز للرد كما بات معلوما، مرجّحا ان يكون هذا الرد محدودا. وقال: "يبدو أن هناك مفاوضات ناشطة على خط واشنطن–طهران لردّ محدود على الخرق الاسرائيلي لا يمهد لحرب او ردات فعل كبيرة. هناك توازن رعب قائم يُلزم الجميع بالتزام خطوط حمراء معينة، كما أن ​الولايات المتحدة الاميركية​ يهمّها وبشدّة استقرار لبنان، وقد تم تسجيل نحو 20 زيارة لمسؤولين أميركيين، أضف انّ مهلة الـ6 أشهر التي أعطتها للبنان كفرصة للقيام بالاصلاحات والنهوض ​الاقتصاد​ي تندرج في هذا السياق أيضا، تماما كالعقوبات على حزب الله التي تحرص ​الادارة الاميركية​ على ان تكون مدروسة بطريقة لا تؤثر على النظام المصرفي والاقتصاد".

وأشار طبارة الى ان الاميركيين مهتمون أيضا ب​ترسيم الحدود​ وقد أبلغوا رئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​ بأهمية هذا الملف بالنسبة لهم ووجوب الانطلاق به سريعا. واضاف: "كل هذه العوامل وغيرها لا تضعنا في جوّ حرب مقبلة لأنّ ثمنها هذه المرة سيكون كبيرا على كل الفرقاء دون استثناء، خاصة وانها قابلة للتوسع مع وجود ​ايران​ و​روسيا​ على الابواب".

وردا على سؤال، لفت طبارة الى انه لا يمكن توقّع الرد الذي يعدّه الحزب، ولكن ما يمكن تأكيده انه سينهي المسألة ولن يفتح الباب على ردّ اسرائيلي يستدعي بعدها ضربات متبادلة، ولعل الاسرائيليين والاميركيين يفكّرون اليوم كما حزب الله وايران في شكل وحجم الضربة التي تكون مقبولة، ومن الواضح انّ ​الاتصالات​ ناشطة في هذا السياق.

ووصف طبارة الموقف اللبناني الرسمي الذي رأى فيه البعض غطاء لرد حزب الله، بالمعتاد، معتبرا انه قد يكون هناك تغييرا باللهجة وبكثافة التعبير عنه، لكنه في المضمون يشبه الى حد كبير المواقف خلال الحروب والاشتباكات السابقة حين كانت ​الدولة​ تتدخل لتفاوض لوقف الاشتباك، سواء كما حصل في عمليّة عناقيد الغضب او في ​حرب 2006​ التي انتهت الى اصدار ​القرار 1701​. وقال: "اما موقف ​الرئيس ميشال عون​ الذي اعتبر فيه ان ما حصل اعلان حرب على لبنان، فهو الآخر وان حمل بالشكل جديدا، انما هو قديم ويمهّد لعملية تفاوض تجنّب لبنان الحرب".