لفت رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر خلال ندوة ​صحفية​ عقدتها اللجنة البطريركية المركزية لمئوية دولة ​لبنان​ الكبير وجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونية، ظهر للإعلان عن "إفتتاح سنة المكرّم البطريرك الياس الحويّك، وبدء مئويّة لبنان الكبير" إلى "إنني أعلن عن حدث كنسي ووطني هام وشديد الاهتمام الا وهو افتتاح سنة يوبيلية تبدأ في 20 ايلول المقبل وتنتهي في 20 ايلول 2020، لإعلان دولة لبنان الكبير الذي حدث في 20 ايلول 1920".

وأشار إلى أن "البطريرك ​الياس الحويك​ هو أساس هذا اللقاء سيعرض عنه وجه كنسي تقوم به الرئيسة العامة لراهبات العائلة المقدسة المارونية الام ​ماري انطوانيت​ سعادة ، إذ ان هذا البطريرك هو من كبار البطاركة في تاريخ كنيستنا المارونية ، هو الذي فتح هذه الكنيسة على علاقات دولية، مع ​فرنسا​ ومصر والآستانة ومع مراكز القرار في ​العالم​ وفي روما وهو الذي أعطى للكنيسة المارونية وجها مشرقا واهتم بكنيسته اهتماما حثيثا ويوميا، كان يكتب مذكرات وكتبا قبل أن يلتزم ذلك، ثم في حبريته أسس هذه الجمعية لراهبات العائلة المقدسة، وطلب من أعضائها ان يساهموا في تطوير ​المجتمع اللبناني​ عبر تطوير ​المرأة​ في لبنان و​سوريا​ والمنطقة"، معتبراً أنه "للبطريرك الحويك وجه مشرق آخر هو الوجه الوطني حيث نال من جميع اللبنانيين تفويضا للذهاب إلى فرنسا عند سقوط الإمبراطورية العثمانية التي حكمت منطقتنا والشرق وبعض الغرب و​أفريقيا​ 400 سنة، وكانت تحت لوائها شعوب كثيرة، وكان من الضروري أن يملأ الفراغ بعذ ذهاب هذه الإمبراطورية، ماذا عن مصير لبنان ومصر وسوريا و​اليونان​ و​بلغاريا​ وكل هذه الدول التي استقلت او استعادت استقلالها بعد سقوط هذه الإمبراطورية التي تذكرنا بالامبراطورية الرومانية السابقة".

واعتبر أنه "لولا هذا البطريرك لكنا فوتنا فرصة استقلال لبنان وتكوين دولة له تحمي حدوده ومصالحه، ذهب بتفويض الى فرنسا وكان له نداء مع كليمنصو بطل ربح الحرب آنذاك، بفضله اعطي للبنان ان يولد دولة ولذلك نحن نحيي في القداس غدا هذه الذكرى بفرح كبير بعزة وبمسؤولية لاننا نقدم للبنان دولة بعد مرور مئة سنة ونقول ما هو الحاضر وما هو ​المستقبل​"".

من جهته، لفت مدير ​المركز الكاثوليكي للإعلام​ الخوري ​عبده أبو كسم​ إلى أن "ما هو مهم هو انطلاق سنة المكرم البطريرك الياس الحويك مع اعلان قيام دولة لبنان الكبير بالقداس يوم غد السبت الساعة السادسة مساء في ​بكركي​، وندعو كل المسيحيين الى المشاركة بهذا القداس كما ندعو الاخويات والشبيبة والرعايا ان يضعوا كل إمكاناتهم للمشاركة الكثيفة بهذا القداس التاريخي"، مشيراً إلى "إننا نعيد مئوية لبنان الكبير الذي كان المكرم البطريرك الياس الحويك ركنا من اركانها، ونطلق سنة المكرم بقداس كي نضع كل النوايا ليزهر ربنا بطولات البطريرك الحويك ليتقدم الى رتبة الطوباوية ومنها إلى القداسة".

وأشار إلى "إننا اليوم نستشعر في البلد بالخطر الكبير الذي كان يستشعر به البطريرك الحويك منذ مئة سنة، نحن أمام تحديات اقتصادية وتحديات في منطقة تقرع فيها طبول الحرب ولا نعلم من أين ستنطلق، لذلك يجب أن نصلي للبطريرك الحويك ولكل القديسين في لبنان لينيروا عقول المسؤولين وكل من يمسكون زمام قضايا هذا الوطن ليتحملوا مسؤولياتهم بجدية لان كل لبنان هو طائفتنا كما قالت الام انطوانيت ويجب الا نجعل لبنان على قياس طائفتنا ومذاهبنا وزعمائنا، فبدل ان نتطور بعد مئة سنة الى الامام ربما عدنا الى الوراء، لذلك يجب أن نصلي في هذه المناسبة وكل هذه ​السنة​ لنسترجع قيمة لبنان بالنسبة لكل واحد منا ونذكر المكرم الحويك في صلاتنا ليظهر الله بطولة قداسته".

وأكد أن "الأهم هو ان نحافظ على هذا ال "لبنان" المتنوع ونغلب المصلحة العامة على المصالح الضيقة، وللأسف كل واحد يبدي مصلحته على حساب مصلحة الوطن، واليوم هذه محطة للتفكير لكل منا ولكل مسؤول ليعرف ان هذا الـ "لبنان" الذي اصبح عمره مئة سنة دفعنا ثمنه شهداء وثلث سكان ​جبل لبنان​ في حرب المجاعة وبالحرب الآخيرة لنحافظ على هذه القيمة للبنان، لبنان العيش المشترك ".