اعتبر منسق العلاقات السياسية في حزب "الكتائب اللبنانية" ​سيرج داغر​ اننا وصلنا الى فترة التجلّي الأكبر لمفاعيل التسوية السياسية التي حذرنا منها منذ اليوم الأول، فقد وضع ​حزب الله​ يده على كامل الدولة وبات يعمل وبوضوح وفق منطق "الأمر لي"، لافتا الى انه هو اليوم من يحدّد كيفية ومكان ونوعية الرد على الطائرات المسيّرة التي خرقت ​الضاحية الجنوبية​، وبالتالي هو من يتحكّم بكل مفاصل القرار ويحدّد حتى دوره في هذه المرحلة ودور الجيش ودور باقي الأجهزة والمؤسسات.

واستغرب داغر في حديث لـ"النشرة" السكوت "المريب" الذي اعتمده معظم الفرقاء في الايام التي تلت الخرق والذي بدا أشبه بـ"صمت القبور"، حتى من قبل من كانوا يعترضون علنا بوقت سابق على مواقف وآداء حزب الله، مشددا على ان "الكتائب كفريق معارض للتسوية سيرفع اليوم الصوت أكثر من أيّ وقت مضى، وسيسعى لجمع كل القوى والفرقاء الذين لا يؤيدون هذه التسوية باطار عمل مشترك، فكما بدأت حركة ​14 آذار​ بطريقة تصاعديّة، هكذا يمكن ان تبدأ حركة مماثلة مع "الكتائب" لمواجهة سيطرة الدويلة على الدولة".

وأشار داغر الى ان "المواقف التي أطلقها رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ من واشنطن، جعلتنا نستبشر خيرا وبخاصة لجهة تشديده على تطبيق الـ1701 والقرارات الدولية، لكن للأسف مع عودته الى بيروت خفت صوته، وهذا أمر خطير، فنحن لم تعد مشكلتنا حصرا سلاح حزب الله بل حديث الحزب عن محور واحد للمواجهة، وعن انه اذا ضُربت ايران ستشتعل المنطقة ككل ومن ضمنها لبنان، أيّ اننا اصبحنا مرغمين أن نكون جزءا من صراع المحاور". واضاف: "الاميركيون ليسوا راضخين لهذا الواقع، فنحن نواجه ما هو أخطر من حرب اليوم، نواجه عقوبات اقتصادية كبيرة وتداعياتها على البلد ككل. اذ بدأت هذه العقوبات محصورة بالحزب وباتت تتوسع لتطال مؤسسات حزبيّة ومقربين من الحزب ومن ثم حلفاء له واليوم النظام المصرفي، وكل ذلك كنتيجة لكون لبنان الرسمي بحالة تغطية كاملة للحزب سواء حكوميا او نيابيا، وبالتالي الضرر من الآن وصاعدا يطال كل الشعب اللبناني، والمفارقة ان حزب الله يقرّر وحده وبالمقابل الجميع يدفع الثمن".

وردا على سؤال عن اجتماع بعبدا الاقتصادي الذي يشارك فيه رئيس الحزب ​سامي الجميل​ الاثنين، لفت داغر الى انهم سيشاركون فيه لينطقوا باسم المعارضة والقطاعات المعنيّة غير المدعوة، مستغربا الحديث عن مشاركة ​المصارف​ باللقاء وتغييب النقابات والتجّار مثلا، الذين كان لنا اجتماعا معهم كي ننطق باسمهم في لقاء الاثنين. وقال: "نسمع الكثير عن ضرائب يتم التحضير لفرضها من خلال هذا الاجتماع او سواه، وقد تمّ التمهيد لذلك بالقول ان على الشعب ان يضحّي، لكن ما يعنينا قبل ان نطلب من الشعب التضحية ان تقوم الدولة بالاصلاحات الاساسيّة المطلوبة منها، سواء لجهة اقفال المعابر غير الشرعية او وضع حد للتهرب الضريبي او ضبط القطاع العام وغيرها الكثير من عناوين الهدر والفساد". وختم: "نحن لن نستبق ما سيُطرح في اللقاء. فاذا كان هناك رؤية اقتصاديّة جدية كان به، اما اذا كان التوجه لتدفيع اللبنانيين مرة جديدة المزيد من الضرائب لنضعها في كيس تتسرب من خلاله او في جيوب بعض المسؤولين، فعندها سيكون لنا موقفنا الحاسم".