اعتبر عضو تكتل "​الجمهورية القوية​" النائب ​أنطوان حبشي​ أن "كل شهادة لها قيمة، وقيمتها تصبح مطلقة عندما يصل الإنسان إلى مرحلة يضحي فيها بحياته وبأغلى شيء يملكه، لأنه مؤمن بقضية، ووطن، وفكرة، وبالتالي يأخذ مفهوم الشهادة بعداً ويحترمه الجميع"، مشيرا الى أن "الشعوب مرّت بلحظات هستيرية قد تمتد لسنوات طويلة، فتأتي بعكس أهدافها، لكن كل من ينظر إلى ​السلاح​ الذي حملته ​المقاومة​ اللبنانية آنذاك بطريقة سلبية، يفكّر خارج المنطق، لأنه لو كان هناك دولة ومؤسسات تقوم بواجباتها لحماية أبنائها، لما كان لهذا السلاح أي مكان".

ولفت حبشي في حديث اذاعي إلى أن "مسيرة ​القوات اللبنانية​ ليست مسيرتي أنا، بل مسيرة الجماعة التي انخرطت بها، ونقول لشهدائنا ما رحتوا، عبر الممارسة اليومية"، معتبرا أنه "إذا كان هناك من أمل بعد فهو بسبب شهدائنا".

وعدد حبشي ثلاثة تحديات، طرحت على اللبنانيين منذ بداية ​الحرب اللبنانية​ حتى اليوم، "الأول الوطن البديل، إذ هناك من اعتبر أن طريق ​القدس​ تمرّ من ​جونية​، ولبنان يستطيع أن يكون وطناً بديلاً"، مذكراً بأن "القوات اللبنانية كانت في أي مكان طلبه لبنان الكيان الذي كان في خطر، وأسقطت مفهوم الوطن البديل، وهي تساعد أيضاً من فقد وطنه للعودة إليه".

ورأى أن التحدي الثاني تمثل بـ"محاولة إلغاء الكيان اللبناني الذي بدأ عام 1975 بدولة مجاورة لا تعترف بلبنان"، عائداً بالذاكرة الى "ردّة فعل القوات اللبنانية وكل المقاومة اللبنانية في تلك المرحلة، التي لم تكن حساباتها ربحاً أو خسارة، بل ردة فعل جوهرية بأن تكون هذه المقاومة موحّدة"، مبينا أن "التحدي الثالث الذي يشكل الإشكالية الأكبر، وهو السيطرة على قرار الدولة، فما كان من هذه المقاومة إلا أن أوصلت إلى لبنان أولاً".

وشدد حبشي على أن "​الدولة اللبنانية​ يجب أن تكون الراعية لكل المجموعات الموجودة بكنفها طائفية كانت أو سياسية"، جازما أن "القوات واثقة من نفسها، وثقتها هذه ناتجة عن عدم التناقض بين ما تؤمن به وما تفعله، ورغم كل التضييق الذي مارسته عليها سلطة الوصاية في المرحلة السابقة، انظروا الى السهم التصاعدي الذي تعيشه منذ العام 2005 حتى اليوم".