اشارت صحيفة "​صاندي تايمز​" في تقرير عن الأوضاع الخطرة التي تواجهها المستشفيات بمرضاها وطواقمها الطبية في ​محافظة إدلب​ شمالي ​سوريا​ جراء القصف المستمر من قبل القوات الحكومية وحليفها الروسي، الى إن المرضى اليائسين الذين لا خيار آخر أمامهم هم فقط الذين يذهبون إلى مستشفى مدينة إدلب المركزي. واوضحت في تقرير من مستشفى إدلب المركزي، أن القصف المتواصل طوال شهر من قبل القوات الحكومية السورية وحليفها الروسي خلّف مئات القتلى من المدنيين، والكثير منهم أطفال.

وقد توافد المصابون إلى مستشفى مدينة إدلب المركزي خلال الأشهر الأخيرة. وتراهم منكمشين على أنفسهم في غرف الفحص مخافة أن يكونوا هدف الغارة الجوية القادمة. أما الأطباء فقد تقبلوا فكرة أنهم سيقتلون بينما هم يعملون على إنقاذ حياة الآخرين.

ولفتت الى إن آثار القصف العشوائي تبدو في كل مكان. استهداف المشافي، ومئات الآلاف من ​النازحين​ في أوضاع قاسية لا مأوى لهم سوى بساتين الزيتون. هذه الحرب التي نسيها العالم، والمندلعة في زاوية من سوريا تسيطر عليها فصائل متشددة من المعارضة المسلحة، تسير إلى نهاية دموية، وهناك مصير مجهول يتهدد 3.5 مليون مدني في إدلب عالقين بين فكي كماشة.

واشارت الى ان جراح العظام الدكتور سعيد الخليف يتنقل بين مجموعات المرضى الذين تدفقوا إلى مستشفى إدلب المركزي طلباً للمساعدة. إمرأة شابة تعرج وهي تضم طفلاً رضيعاً إلى صدرها وجهه بلون الرماد، مقاتلون بضمادات، وفتاة صغيرة بشعر أسود مجعد وذراع مقطوعة. بقع دم على بلاط غرفة العمليات حيث ينام تحت تأثير مخدر قوي رجل بجسد مزقته الشظايا.

واوضحت الصحيفة البريطانية أن الجميع يعرفون أن القصف قد يبدأ في أية لحظة. وقد تسقط جدران المستشفى، فما حدث سابقاً، قد يحصل مجدداً. قبل أربعة أشهر تعرض عنبر الأطفال لإصابات كبيرة، واليوم العنبر فارغ وكذلك الممرات. وتنقل كالاغان عن الدكتور سعيد قوله "يعلم الأطباء في إدلب أنهم سيموتون، لكنهم يواصلون العمل، لا معنى للتوقف"، مضيفاً أنه حين يقصف قسم من المستشفى يساعد الأطباء المرضى على الانتقال إلى قسم آخر في حال سمح الوقت.

وتتابع أن تقارير تشير إلى أن طائرات القوات الحكومية وحليفها الروسي تستهدف بشكل ممنهج المشافي والأسواق ومرافق مدنية أخرى "بقصد جعل هذه المناطق غير قابلة للعيش بشكل كامل". وقد قصف خلال الأشهر الأخيرة أكثر من 100 مدرسة و48 مركزاً طبياً وقتل أكثر من 862 مدنيا منهم 226 طفلاً.

ولفتت إلى حاجة المستشفيات إلى الأجهزة والمعدات، وتنقل عن الدكتور سعيد الخليف قوله "نفعل ما بوسعنا، ولكن نواجه ضغطاً هائلا. فقد استهدفوا كافة المشافي في الجنوب، ولهذا جاء كل المرضى إلينا. هناك نقص كبير في المعدات. نحن بحاجة إلى معدات ومضادات حيوية، نحن بحاجة إلى كل شيء".

واوضحت إنه وعلى الرغم من أن أغلبية أهالي المنطقة متعاطفون مع القضية التي تقاتل من أجلها الفصائل المسلحة، فإن كثيرين منهم لا يدعمون "​هيئة تحرير الشام​"، الفصيل المسيطر على المنطقة، وقد شهدت البلدات في محافظة إدلب مظاهرات ضد هذا الفصيل المسلح المتشدد.