رأت مصادر "حزب القوات ال​لبنان​ية" في حديث إلى صحيفة "الجمهورية"، أنّ "رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ لم يدعُ إلى عقد لقاء في ​القصر الجمهوري​ حول ​الوضع الاقتصادي​ إلّا نتيجة ما وصلت إليه الأمور، وبالتالي إنّ هذا اللقاء ليس لتبادل أطراف الحديث، إنّما للتعبير جديًّا عن المأزق الّذي وصل إليه لبنان"، منوّهةً إلى أنّ "لبنان لم يصل إلى هذا المأزق إلاّ نتيجة الممارسات السياسيّة غير المسؤولة".

وركّزت على أنّ "رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية ​جبران باسيل​ يتحمّل الجزء الأساس ممّا وصل إليه الوضع، حيث أنّه من خلال ممارسته السياسيّة وتنقلاته بين المناطق واستعراضاته والفتن المتنقّلة الّتي يقودها وانتقاله من مواجهة إلى أُخرى، مواجهة مع "​الحزب التقدمي الإشتراكي​"، ومواجهة مع ​تيار المستقبل​"، واليوم مواجهة مع "القوات اللبنانية"، وإلى آخره".

وأكّدت المصادر أنّ "النقطة المركزيّة الأساسيّة الّتي نوقشت في اجتماع بعبدا هي الاستقرار السياسي. فكيف يمكن توفير استقرار سياسي فيما تعمل جهة سياسيّة أساسيّة، الّتي هي رجل العهد الأوّل جبران باسيل، على ضرب القوى السياسيّة الأُخرى وإلغائها ويتنقّل من مواجهة إلى أُخرى؟ وكيف يمكن إنقاذ الوضع اقتصاديًّا وماليًّا طالما أنّ هنالك جهةً تواصل مواجهاتها المتنقلة، وهذه الجهة عطّلت الحكومة 40 يومًا تحت عنوان أنّ هنالك مَكمنًا لباسيل، ومن ثمّ رأينا اجتماع ​بيت الدين​ ولقاء بيت الدين وكأنّ شيئاً لم يكن؟".

وسألت: "لماذا عطّلتم البلد 40 يومًا واتّهمتم قوى سياسيّة بمكمن، ومن ثمّ أُقفل الملف وكأنّ شيئًا لم يكن؟ مَن عطّل الحكومة؟

مَن عَطّل تأليف الحكومة لأشهر وأشهر من أجل الإحراج وإخراج الحكومة بالشكل الّذي تريده هذه الجهة السياسيّة؟ كل هذه الممارسات أدّت إلى تأخير الاقتصاد وإلى ضربه، وبالتالي للأسف ما زالت هذه الجهة مستمرّةً في النهج نفسه". وأوضحت أنّ "لذلك انّ النقاش الاقتصادي في بعبدا قال بشكل واضح إنّنا في لحظة خطيرة جدًّا، وكلّ النقاش كان يتركز على أنّنا نحن في صميم وجوهر لحظة الخطر على لبنان وخطر الانهيار، ورئيس الحكومة ​سعد الحريري​ لم يتكلّم عن ستة أشهر بالمصادفة، إلّا لأنّنا نحن في لحظة دقيقة جدًّا، وعلى رغم من ذلك نرى هذه الجهة تواصل سياساتها الشخصيّة، لأنّها لا تأبه لأيّ شيء. قد تكون ربما انّه عندما لَمسَت أنّ العقوبات اقتربت منها، قرّرت أن تخوضها "عليّي وعلى أعدائي"، أرضًا محروقة في مواجهة الجميع".

كما شدّدت على أنّ "بالتالي في حال انزلق لبنان إلى الانهيار، فإنّ هذه الجهة تتحمّل المسؤوليّة، لأنّ كلّ المشكلة الاقتصادية تتحمّلها هي نتيجة ممارساتها وعدم مسؤوليّتها، ونتيجة تعاطيها بهذا الشكل". وأفادت بأنّ "من هذا المنطلق، جاء رئيس "القوات" ​سمير جعجع​ ليقول: المسألة الأولى، الذهاب إلى استقرار سياسي، المسألة الثانية، كلّ المتحلّقين حول الطاولة أجمعوا على أنّ لا ثقة بالدولة، وبما أنّ لا ثقة بالدولة يجب الذهاب إلى حكومة استثنائيّة من تقنيّين وأصحاب اختصاص، وأن تتولّى قيادة مرحلة إنتقاليّة من أجل، أوّلًا استعادة ثقة المواطنين، واستعادة الثقة الدولية، وثقة المستثمرين لوضع لبنان على السكة الصحيحة. هذا هو المطلوب لأنّ ما يحصل هو كلّه كلام بكلام بلا ترجمات عمليّة".