لفتت "الفايننشال تايمز" في مقال تعليقًا على الاتفاق بين ​الولايات المتحدة الأميركية​ و"​حركة طالبان​"، إلى أنّ "بعد أعوام من ​العنف​ في ​أفغانستان​، يبدو أنّه تمّ التوصّل إلى اتفاق بين المسؤولين الأميركيين و"حركة طالبان" لوقف ​إطلاق النار​. وينصّ الاتفاق على سحب قوات أميركية من أفغانستان مقابل التزام "طالبان" بضمانات أمنيّة"

وأوضحت أنّ "هذا الاتفاق ما هو إلّا مدخلًا لحوار أفغاني أكثر تعقيدًا بين "طالبان" والحكومة، من أجل التوصّل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وحلّ سياسي في البلاد يجمع لأوّل مرّة بين الحكومة في ​كابول​ و"طالبان" وفصائل أفغانيّة أُخرى"، مبيّنةً أنّ "هناك أملًا في العالم كلّه أن تكلّل هذه المفاوضات بالنجاح وتؤدّي إلى حلّ دائم واستقرار نهائي في البلاد. ولكن هذا الأمل مرتبط بمخاوف بشأن ثمن السلام". ونوّهت إلى أنّ "الكثيرين يخشون من أن تهدّد عودة "طالبان" المكاسب الّتي حقّقتها المرأة في أفغانستان خلال عقدين من الزمن في مجالات الحقوق والتعليم والعمل والسياسة".

وركّزت الصحيفة على أنّ "هناك مخاوف من تهديد ​المؤسسات الدستورية​ الّتي وضعها الأفغان منذ سقوط نظام "طالبان" عام 2011. ففي حكم "طالبان"، كانت البنات ممنوعات من الدراسة في سن الثامنة. وكانت المرأة ممنوعة من العمل ومجبرة على المكوث في البيت، وكانت مجبرة أيضًا على تغطية جميع جسمها في الأماكن العامة، ولا يحقّ لها الكلام إلّا همسًا، وكانت تتعرّض لعقوبات قاسية".

وشدّدت على أنّ "الكثير من الانجازات تحقّقت في أفغانستان منذ سقوط نظام "طالبان". فالملايين من البنات يذهبن اليوم إلى المدارس، وأصبحت المرأة تؤدّي أدوارًا رياديّة في المجتمع، وتمتهن الوظائف العامّة في الطبّ والمحاماة والشرطة والتعليم، وتتمتع المرأة بحق الاقتراع والترشح للانتخابات".

كما ذكرت أنّه "لا بدّ أن تتضمّن المفاوضات هذه الحقوق والإنجازات وتحرص على صيانتها وتطويرها، وعلى المفاوضات أيضًا أن تضمن إجراء انتخابات ديمقراطيّة لاختيار قائد البلاد"، مؤكّدةً أنّه "لا ينبغي أن يحلّ السلام على حساب الإنجازات الّتي تمّ تحقيقها في البلاد، ولا ينبغي أن يحلّ السلام على حساب النساء الأفغانيات، ولا بدّ أن تسير أفغانستان في طريق تحقيق السلام وتعزيز القيم الديمقراطية والحقوق".