أكدت رئيسة "الهيئة الوطنية لشؤون المرأة ال​لبنان​ية" كلودين عون روكز "أننا لا نتطيع تقييم العهد إلا بعد انتهائه، والتحدي الحقيقي يكمن في إجراء إصلاحات جذرية في نظامنا السياسي المعقد والصعب"، مشيرةً الى أنه "تحققت إنجازات كبيرة منذ بداية العهد وحستى اليوم، منها على المستوى الأمني، وإنجاز ​الموازنة​ و​القانون الانتخابي​ الذي تمثلت من خلاله كل فئات المجتمع في ​المجلس النيابي​، على الرغم من أنه مازال بحاجة إلى تعديلات إضافية".

وفي حديث صحفي لها، اعتبرت عون روكز أن "البلد على السكة الصحيحة، لكن التحديات كبيرة وهي نتيجة سنوات طويلة من سوء الإدارة ومن ​الفساد​، ورثنا بسببها وضعا اقتصاديا واجتماعيا صعبا جدا"، مؤكدةً "أنني لست راضية عن الـ 100 سنة التي مضت، ولا عن الثقافة السائدة، فلننشر ثقافة التعايش والوحدة الوطنية والاحترام في السنوات المقبلة مكرسين دور لبنان "الوطن الرسالة".

وأشارت الى أنه "شكلت نشأة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة في العام 1998، وهي هيئة حكومية، إنجازا مهما نتيجة لعدم الاعتراف بالمرأة كمواطنة كاملة، وعملت الهيئة منذ تأسيسها، ومن خلال مهامها الاستشارية والتنسيقية والتنفيذية، على برامج متعددة وعلى تعديل القوانين المجحفة بحق النساء. لكنها لم تكن معروفة كما يجب، ولم تكن أهمية دورها في تحسين أوضاع أكثر من نصف ​المجتمع اللبناني​ ظاهرة، أما الهيئة ​الجديدة​ فتميزت بنشاطها على جميع المستويات، على المستوى الإداري والإعلامي والإعلاني، وعلى مستوى تنفيذ البرامج وتعديلات القوانين التي نتابعها في المجلس النيابي، ومذكرات التفاهم التي نوقعها مع مختلف الجهات من أجل تعزيز وضع المرأة في لبنان".

وأوضحت "أننا أعددنا للمرة الأولى، وبطريقة تشاركية وتوافقية بين مختلف الوزارات والإدارات العامة المعنية، خطة العمل الوطنية لتطبيق قرار ​مجلس الأمن​ 1325 حول المرأة والسلام والأمن، أما الإنجاز الأهم فهو أننا خلقنا قوة دعم لها علاقة بالمرأة وبحقوقها وبأهمية دورها، على الرغم من أن التحدي مازال كبيرا ولا وجود لإرادة سياسية لتنزيه جميع القوانين المجحفة بحقها، ولإعطائها حقوقها كاملة تماما كالرجل في لبنان".

ولفتت الى أن "ما أطمح إليه هو أن يُعترف بالمرأة كمواطنة كاملة، وأن تعدل كل القوانين المجحفة بحقها، كما أدعو الجميع إلى عدم التعاطي مع موضوع المرأة بالتجزئة، أي أن يختار كل فريق سياسي أو كل حزب، قانونا من القوانين المتعلقة بالمرأة ليدعمه".

ورأت عون روكز أن "هناك تقدم في التمثيل النيابي وخصوصا الوزاري، فهي ​الحكومة​ الأولى في ​تاريخ لبنان​ التي تضم 4 سيدات، والحكومة الأولى التي تكون فيها سيدة على رأس ​وزارة الداخلية والبلديات​، و​وزارة الطاقة​، لا شك أنه تقدم واضح شكل فرقا على صعيد مشاركة المرأة في ​الحياة​ السياسية، لكن الأعداد مازالت غير كافية وخصوصا في المجلس النيابي".

ومن جخة أخرى، اكدت أن "​البيئة​ بالنسبة لي مقدسة، أعتبر أن الأرض هي أساس الحياة، فلولا وجود الأرض والبيئة لما وجد الإنسان، واحترام البيئة ونظافة الطرقات والمحافظة على نوعية الهواء ومكافحة تلوثه، وإدارة ​النفايات الصلبة​ والموارد المائية و​المياه​ المبتذلة واستخدام الأراضي وإدارة النظم الإيكولوجية واحترام مقومات البيئة الأساسية وإدارتها من أرقى سمات الإنسان".

وأعلنت عون روكز "أننا نعمل على إقرار قانون يحدد الـ18 سنا أدنى للزواج، وقانون يجرم ​التحرش الجنسي​ بكل أشكاله، وقانون يمنح الأم اللبنانية المتزوجة من أجنبي حق نقل جنسيتها لأولادها، كما نسعى إلى تعديل ​قانون حماية النساء​ وسائر أفراد الأسرة من ​العنف الأسري​، وإحقاق المساواة الكاملة بين المرأة والرجل في ​قانون العمل​ و​قانون الضمان​ الاجتماعي، أما على الصعيد البيئي، فنعمل على حماية ​الحيوانات​ وحماية ​الطيور​، ومكافحة ​التصحر​ ومكافحة ​التغير المناخي​، كما نعمل على المحافظة على نظافة الأنهر، ونظافة الشواطئ والنظافة العامة"، مشيرةً الى أنه "إضافة إلى عملنا على ترسيخ الثقافة البيئية ومنها إزالة الصور والأعلام والمظاهر الحزبية والسياسية والطائفية عن الطرقات لخلق بيئة واحدة ونظيفة على كل الأراضي اللبنانية".

وأكدت أن "رئاسة المجلس الأعلى لمنظمة ​المرأة العربية​ هي مداورة بين ​الدول العربية​ كل سنتين، ويترأس لبنان المنظمة للسنتين 2019ـ2021، أما عن خطتنا فهي تنظيم المؤتمر الكبير في العام 2020 ونحن بصدد تحديد موضوعه العام وعنوانه، وتنظيم سلسلة تدريبات سنقوم بها في لبنان ونستقبل خلالها الدول العربية".

وأشارت الى أنه "للمرأة اللبنانية والعربية أقول: قدرنا أن نولد سيدات، غير معترف بحقوقنا بمساواة مع الرجل، علينا أن نقاتل لنصل لحقوقنا كاملة، وعلينا أن نتحلى بالذكاء ونربي أولادنا على ثقافة المساواة والاحترام، لكي نؤسس لجيل لا يفرق بين الناس مهما كان جنسهم أو لونهم أو دينهم أو وضعهم الصحي والنفسي والاجتماعي".