رأى مصدر وزاري أن العائق الوحيد الذي يؤخر استكمال إصدار ​التعيينات​ الإدارية يكمن في أن رئيس "​التيار الوطني الحر​" وزير الخارجية ​جبران باسيل​، يصر على احتكار الحصة ​المسيحية​ فيها ومشاركته للمسلمين في حصتهم ظناً منه بأن إلغاءه أو محاصرته لخصومه في الساحة المسيحية يخدم طموحاته الرئاسية ويعزّز حظوظه في أن يكون ​رئيس الجمهورية​ المقبل، وقال إن التعيينات التي صدرت منذ انتخاب العماد ​ميشال عون​ رئيساً للجمهورية، لم تأتِ متلازمة مع إعادة تأهيل إدارات ​الدولة​ ومؤسساتها على نحو يقود إلى تحقيق الإصلاح الإداري.

ولفت المصدر الوزاري لـ"الشرق الأوسط" إلى ان ​المحاصصة​ كانت السائدة لدى إصدار بعض التعيينات الإدارية على دفعات، خصوصاً أنها أدت إلى عدم الركون إلى الصلاحيات المعطاة لأجهزة الرقابة وجاءت معلّبة وصدرت على عجل، وأكد أن معظم هذه التعيينات شابها الكثير من الشوائب وغلب عليها تقاسم "المغانم" بدلاً من أن يصار إلى تعيين الرجل المناسب في المكان المناسب.

واستغرب لجوء البعض من "أَكَلَة الجبنة" في التعيينات إلى إدراج معظم المستفيدين منها على خانة أنها واحدة من الإنجازات التي تحققت منذ وصول ميشال عون إلى سدة الرئاسة الأولى، رغم أنها قوبلت بموجات من الاحتجاج لدى الرأي العام اللبناني، وسأل: "هل من الجائز الإبقاء على الوظائف الشاغرة في مناصب الفئة الأولى رهن الاحتجاز ولن يُفرج عنها ما لم يعطِ الوزير باسيل ​الضوء​ الأخضر لإصدارها؟".

واعتبر أن اعتماد مبدأ المحاصصة حرم مَن لديهم خبرة في القانون الدستوري وأتاح الفرصة للوزير باسيل المستفيد من نفوذه لدى "العهد القوي" للسيطرة على الحصة المسيحية في المجلس من دون أي منافس.

وفي هذا السياق، استغرب المصدر إسقاط حق الذين نجحوا في امتحانات ​مجلس الخدمة المدنية​ في الاحتفاظ بوظائفهم بذريعة مرور الزمن، وإلا لماذا يصر "تكتل ​لبنان القوي​" برئاسة باسيل على أن يتقدّم من البرلمان باقتراح قانون معجّل مكرر لإسقاط هذا الحق وهو يدرك أن هذا الاقتراح مادة مشتعلة تُقحم البرلمان في اشتباك سياسي على خلفية أن الأكثرية النيابية ستعمل من أجل إسقاطه لأن تمريره يعني حكماً أنه يشكّل الخطوة الأولى على طريق تجويف "​الطائف​" من مضمونه!