نجحت الجهود، التي بذلها رئيس ​المجلس النيابي​ ​نبيه بري​، في تحديد موعد جديد لعقد لقاء بين "​حزب الله​" و"​الحزب التقدمي الإشتراكي​"، في ​عين التينة​، بعد اللقاء الأول الذي عقد قبل حادثة ​قبرشمون​ الشهيرة، والتي أدت إلى توتير الوضع بين الجانبين من جديد، لا سيما بعد موقف "حزب الله" الداعم لرئيس "​الحزب الديمقراطي اللبناني​" النائب ​طلال أرسلان​ منذ اللحظة الأولى، والذي عبر عنه أمين عام الحزب ​السيد حسن نصرالله​ في أكثر من مناسبة.

في تلك المرحلة، لم يتردد رئيس "الإشتراكي" النائب السابق ​وليد جنبلاط​ في التصعيد، وصولاً إلى حد المطالبة بعقد لقاء مع ممثل عن السيد نصرالله، رافضاً اللقاء مع رئيس "الديمقراطي اللبناني"، قبل أن تنجح جهود بري في جمعهما في ​القصر الجمهوري​ في ​بعبدا​، برعاية ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ وحضور رئيس الحكومة ​سعد الحريري​.

منذ "اللقاء الخماسي"، بدأ الحديث عن أن جهود رئيس المجلس النيابي لن تتوقف، بل سيسعى إلى إعادة جمع "حزب الله" و"الإشتراكي"، خصوصاً أن الجانبين نجحا على مدى سنوات، منذ بداية الأحداث السورية تحديداً، في تنظيم الخلاف بينهما، رغم الإختلاف الكبير في المواقف، حيث تؤكد مصادر "الإشتراكي"، عبر "النشرة"، أن لقاء اليوم هو تتويج لجهود بري، الذي كان من الأساس حريصاً على جمع الحزبين، وتؤكد أن "الإشتراكي" كان إيجابياً منذ البداية ومن دعاة الحوار على قاعدة الإختلاف وليس من دعاة القطيعة، خصوصاً إلى أنه بالحوار من الممكن الوصول إلى تفاهمات سياسية لكن القطيعة ستؤدي إلى تفاقم سوء التفاهم.

وتذكر مصادر "الإشتراكي" بأنه في العلاقة مع "حزب الله" نجحت قاعدة تنظيم الخلاف على مدى سنوات، وبالتالي من الممكن أن يكون لقاء اليوم الأساس لفتح النقاش بين الجانبين من جديد على مبدأ الإحترام المتبادل، وتلفت إلى أنه في المدة الفاصلة عن اللقاء الأول لم يحصل أي لقاء ثنائي على المستوى الحزبي، لكن التواصل بين الوزراء والنواب على مستوى المؤسسات الرسمية لم ينقطع، وتذكر بأنه في ذكرى إنتصار حرب تموز وجهت دعوة لرئيس الحزب النائب السابق وليد جنبلاط، وشارك أمين السر العام ظافر ناصر في المهرجان ممثلاً عنه.

ورداً على سؤال حول الملفّات التي ستكون مدار بحث بين الحزبين في اللقاء الثاني، توضح المصادر نفسها أنه سيكون صريحاً وشاملاً لمختلف القضايا الثنائية والوطنية، ومنها ما بحث في اللقاء الأول وما استجد بعده، وبالتالي من المفترض أن يتم التطرق اليه اليوم، بعيداً عن لعبة تحديد عناوين محددة.

في هذا السياق، تشير مصادر في قوى الثامن من آذار، عبر "النشرة"، إلى أن الأجواء باتت مهيأة لعودة اللقاءات بين الجانبين، لا سيما بعد التهدئة التي عادت إلى العلاقة بينهما في الفترة السابقة، خصوصاً أن أياً منهما لم يكن يسعى إلى التصعيد، وتؤكد أن رئيس المجلس النيابي لعب دوراً أساسياً على هذا الصعيد، إنطلاقاً من العلاقة التي تجمعه بـ"حزب الله" و"الإشتراكي"، وتضيف: "في الأصل الأوضاع الراهنة تتطلب إجتماع جميع الأفرقاء، نظراً إلى خطورة المرحلة التي تمر بها البلاد".

وردًا على سؤال حول امكانيّة الرهان على نتائج محدّدة من جرّاء ذلك، تشدد على أن الأمور مرهونة بما سيحصل اليوم خلال الإجتماع، وبقدرة رئيس المجلس النيابي على تدوير الزوايا، خصوصاً أن الخلافات بين الجانبين معروفة.

في المحصّلة، هو لقاء كان متوقعاً منذ تاريخ اللقاء الخماسي في بعبدا، حيث كان العمل على تحضير الأجواء المناسبة له قائماً طوال تلك الفترة، لكن هل ينجح في الوصول إلى نتائج إيجابية؟!.