واجِبٌ على كُلِّ إنسانٍ أن يَحترِمَ الآخرَ، كَما هُو واجِبٌ على كُلِّ ​مسيحي​ّ ألاّ يَجرحَ مُعتَقَدَ الآخر، ولكن هذا لا يعني إطلاقًا أن يَتملَّقَ ويُجَدِّفَ ويُساوي الرَّبَّ يسوعَ المسيحَ بِغَيرِهِ بِحُجَّةِ التَّعايُش والوَطنيّةِ وما شَابَه.

كما يَجِبُ ألّا نَنسى ما قالَهُ الرَّبُّ لنا إذهَبُوا وبَشِّروا كُلَّ الأُممِ وعَلِّمُوهُم بِما أوصَيتُكُم بِهِ وعَمِّدُوهُم بِاسمِ الآبِ والابنِ والرُّوحِ القُدس.

المَحبَّةُ الحَقيقيَّةُ لا تَجرَحُ، ولكِنَّها لا تَكذِبُ ولا تَتزَلَّفُ ولا تَتَمَلَّق.

وسَأطرَحُ سؤالًا يُراوِدُني دائمًا:

هَل لِكَي نَعيشَ في وَطَنٍ واحِدٍ بِسلامٍ علينا أن نُجَدِّفَ ونُساوِيَ جَوهرَ إيمانِنا المسيحي وأُلوهِيَّةَ الرَّبِّ يسوعَ المَسيحِ بِإنسانٍ لكي نَكونَ غَيرَ متعَصِّبينَ ونكونَ وطنيِّين ومنفتِحين، ونَسعى لِلعَيشِ المُشترَكِ مع غَيرِ المَسيحيّين؟.

وهل آباؤنا القِدّيسون، الّذينَ كانوا بَعيدينَ كُلَّ البُعدِ عَمَّا نُشاهِدُهُ اليومَ مِن خِطابَاتِ تَمَلُّقٍ، هل كانُوا كارِهِينَ للآخَرِين؟.

كيف لنا أن نَشهَدَ للهِ الّذي أَصبحَ إنسانًا دُونَ أن يَفقِدَ شيئًا من أُلوهِيَّتِهِ، وصُلِبَ مِن أجلِ خلاصِنا وأَقامَنا مَعَه، بِهذِهِ الخِطاباتِ الدّينيّةِ المَسيحيَّةِ الّتي تَخَطَّتِ الخِطاباتِ السياسيَّةَ بِاللَّفِّ والدَّورَانِ والتَّزلُّفِ والتَّملُّقِ والتَّجديف؟.

إرحمْنا يا رَبّ.