لفت النائب ​بيار بو عاصي​ الى ان "نريد دولة يكون المواطنون فيها سواسية أمام القانون، وخالية من المحسوبيات والولاءات والاستزلام، لذا علينا القيام بالكثير من العمل على هذا المستوى". واعتبر أن "الديمقراطية منظومة أخلاق، لا أكثرية عددية، فالمحسوبيات والتفلت والفساد، أمور بعيدة عن مفهوم الديمقراطية، والوسيلة التي توصل للحكم، ليست هي التي تحدد معيار النجاح أو الفشل، بل المواطن من يقرر ذلك".

وذكّر بو عاصي خلال نقل رفات الشهيد نعمان كرم الذي استشهد في معارك شرق صيدا في ٣١ آذار ١٩٨٥ من بلدة روم قضاء جزين إلى مسقط رأسه في العدوسية قضاء صيدا، .برعاية رئيس حزب "​القوات اللبنانية​" سمير جعجع، بأن "نعمان رغب في الدخول إلى أجهزة الدولة، ولكنه رأى أن الدولة لا تتمتع بقرار حماية أرضها وشعبها، لذا قرر الانخراط بالمسلك، الذي يحمي تاريخه وهويته وأرضه وعائلته ووطنه"، معتبرا أن "الدولة تخلفت عن القيام بواجباتها، واتخاذ القرار السياسي بفرض السلم والأمان للمواطنين، فتحمل ورفاقه المسؤولية، وقام بواجباته، حتى دفع حياته ثمن تقاعس الدولة".

وبعد أن قدم "اعتذارا من الشهيد، الذي استشهد ليكون لبنان سيدا، حرا ومستقلا"، أسف بو عاصي أن "يتم اليوم التفريط بسيادة الدولة، لأنها تتعايش وتتقاسم السلطة مع الدويلة، التي لديها مشاريع خارجية، لا تشبه حلم شهدائنا بأي شيء". ودعا الى ان "نريد دولة تدار بالشراكة بين كل الشعب اللبناني، نعمان استشهدت لأنك كنت تواجه سلاحا غريبا هاجم منطقتك، وحاربت على جبهات متعددة، واليوم تغير السلاح، ولكن التفلت نفسه، بالتالي المهمة لم تنجز بعد، أنت قمت بواجبك ونحن مستمرون بالقيام بواجبنا".

وإذ أشار الى ان "منذ 3 سنوات سماني الدكتور جعجع وزيرا، ومن بعدها رشحني كنائب في تكتل الجمهورية القوية، ما يعد شرف كبير لي"، أكد ان الشرف الأكبر يبقى عند الوقوف على قبر شهيد، مع ما تحمله هذه اللحظة من رهبة ودموع، فالجرح لم ولن يلتئم، لأننا لا نتحدث عن شهدائنا كمفهوم نظري، بل نحن عشنا معهم، وحاربنا معا، وحلمنا معا بمستقبل أفضل، ولكنهم استشهدوا بعدها، لأنهم أعطوا كل ما لديهم"، مؤكدا "متابعة مسيرتهم وتحقيق حلمهم".

ولفت الى ان "بلدة روم حضنت الشهيد كرم 34 عاما، بكل محبة وعاطفة وكرم، حتى هذا اليوم الذي نُقِل فيه إلى مسقط رأسه، بالقرب من ذويه، ولا يمكنني إلا أن أتوقف عند محبة الناس للشهيد كرم، ومدى تقديرهم لشهادة هذا البطل وشكره، كما كل الشهداء على تضحياتهم، لا سيما بعد اتهام البعض لهم بالزعران، كل نقطة دم من الشهيد نعمان تساوي أكثر بكثير، من كل من يتحدث عن شهدائنا بسوء، شهداؤنا دافعوا عن الأرض عندما تعرضت لأخطر الظروف، وكانت مهددة بالزوال، وقدموا دمهم فداء لكل الوطن، ومن كل لبنان، ومن دون أي مقابل، وبكل كبر وتضحية ولمستقبل أفضل لهذا البلد".

وكان موكب نقل الرفات الذي ضم حوالي ٢٠٠ سيارة قد انطلق من بلدة روم وتوقف في بلدات وادي بعنقودين، القرّية ودرب السيم حيث أقيمت استقبالات شعبية حاشدة ترافقت مع قرع اجراس الكنائس واطلاق المفرقعات، بعدها انتقل الموكب إلى مسقط رأس الشهيد الى العدوسيىة حيث استقبل الشهيد نعمان كرم بالزغاريد ونشر الأرز والورود، وقد حُمل النعش الى بيت الشهيد ومنه الى كنيسة مار يوسف حيث اقيم قداس لراحة نفسه، ترأس الذبيحة الالهية الأب يعقوب صعب، بحضور النائب بيار بو عاصي، رئيس هيئة التفتيش في القوات إدغار مارون، رئيس جهاز الشهداء والمصابين والأسرى جورج العلم، منسّق منطقة صيدا الزهراني عماد روكز، منسّق منطقة جزين جورج عيد، رئيس دائرة الإعلام الداخلي في "القوات اللبنانية" مارون مارون، وعددٍ من رؤساء البلديات والمخاتير، وحشود كبيرة من أبناء المنطقة وكوادر ومحازبين.