التقى ​الرئيس ميشال عون​ رئيس ​المجلس العام الماروني​ الوزير السابق ​وديع الخازن​، مع أعضاء الهيئة التنفيذية والعامة للمجلس، الذين شكروا ​رئيس الجمهورية​ على مواقفه ومعالجته للشؤون الوطنية، وعرضوا معه الاوضاع في البلاد.

ولفت الخازن في تصريح في مستهل اللقاء الى "أننا تشرّفنا بزيارتِكم، كأعضاءٍ ورئيسٍ للمجلس العام للجمعيات المارونية، لنهنّئكم بالولاية الثالثة من عهدكم، بعدَ الإنجازات النوعية التي حقّقها هذا العهد، للخروج من عواقب الفراغ الرئاسي، التي أوصلت الدولة إلى شفير الهاوية، وكيف إستطعتم، منذ اليومِ الأول، بمدِّ اليدِ لإنقاذِ المؤسساتِ من مغبّة السقوط. عندما تسلّمتم مقاليد الحكم يا فخامة الرئيس، لم يُساوِرْكم الشكُّ في إنتشال الأوضاع بحلّ سحري، بل دأبدتُم على ترتيب الأولويات، والأخذ بالرويّة الحكيمة، الخَطوات التمهيدية، للنهوض بآمانٍ وسلام".

وتوجه الى الرئيس عون قائلا: "كان الأمنُ هاجسَكُم الجاثمَ على الأرضِ، فإنتزعتم قرارَ دحرِ الإرهابِ في معركة "فجر الجرود" حيث رحّلتم، إلى غير رجعة خطرَ الموت والأذى عن لبنان، في خِضمّ نِضالِكم الطويل على رأسِ المؤسسة العسكرية، التي نذرتُم حياتَكم في جعلها أمثولة تُقتدى في حماية الشعب وإفتداءِ الوطن. وسرعان ما لجأتم إلى إقرار قانون إنتخابي جديد وإدخال النسبية إلى بنودِه، فكانت لكم إنتخاباتٌ معقودة عليها الآمال في المُستقبل للتوجّه إلى التمثيل العادلِ، وضخّ الدمِ الجديد في شرايين السُلطة التشريعية. لم يغِب عن بالِكم أنّ إستتبابَ الأمنِ يبقى منقوصاً ما لم تُقرِنُوهُ بإجراءاتٍ إقتصادية جذرية، فعمَدتُم إلى جمع القيادات في القصر الجمهوري إنطلاقاً من المصارحات والمُصالحات التي حقّقتموها بفضل أُبوّتكم الحادِبة، وقدّمتم الحلّ المنشود، بعد مداولات إستلهمت مقترحاتِ خطة ماكينزي، وعقدتم العزمَ على حسمِ هذه الحالة المرضية من الإصلاح المُنتظر".

وأضاف: "برغم الإعتداء الإسرائيلي المباشر على حيّ سكنيٍّ في ضاحية العاصمة بواسطة طائرتين مُسيّرتين، وقفتم في وجه هذه العاصفة ببسالة لا تَعرِفُ الوجَل، وأعلنتم للملأ أنّ أيَّ إعتداءٍ فاضحٍ وخارقٍ للقرار 1701 لن يبقى بلا ردّ دفاعي، وحقٍّ مُعترفٍ به دولياً. ونجحتم في إسقاط محاولة العدوّ إستغلال الأوضاع الداخلية، للإمعان في إرباك الساحة اللبنانية، ووضعتُم حدّاً للتهويل الإسرائيلي بحربٍ مُدمرّةٍ، فأخرستُم بموقفِكُم البطولي الأصوات المتعالية في كيان العدوّ لتبرير التطاول على حُرمةِ أمننا. لئنْ علّق الشعب اللبناني آمالَهُ على عهدِكُم، لأنه على ثقة بأنّكم لن تخذِلوه في منتصف الطريق والعهد. وكما وعدتم تسليم الأمانة بأفضل ممّا كانت عليه، فإننا نُدرك بقرارة أنفُسِنا أنّكم جئتم لِتفعَلوا ما عجِزت سنوات الفساد والكساد من تقديمِه لإعادة الدولة إلى سُكّة الأمان. وإذا كُنّا من أوائل المؤمنين بإخلاصكم لأحلام المواطنين بغدٍ أفضل، فإننا نتوسّم خيراً في ما نصبو إليه جميعاً".