أشار ئيس الهيئة التنفيذية في "​حركة أمل​" ​مصطفى الفوعاني​ إلى أن "​عاشوراء​ ملحمة الإباء وانتصار الدم على السيف، بقدر ما هي يوم الدم الحسيني، فالاستفادة منها تنطلق من الفهم الواعي الذي تمثل بالاسلام القرآني كمنهج حياة وانفتاح على الآخر، من الفهم المنفتح على كل قضايانا التي نعيشها كأفراد وكمجتمعات مقاومة، القضايا التي تهم الإنسان في هذا العالم. هذا الفهم الواعي يوجب علينا ان نضع عاشوراء في سياقها: أنها مناسبة مواجهة للظالم كائنا من كان هذا الظالم والمعتدي".

وخلال احياء ذكرى عاشوراء بمسيرة انطلقت من أمام "برج الشمس" إلى جوار ساحة القسم بجوار مرجة رأس العين في بعلبك، لفت إلى أنه "هكذا أراد رئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ أن تتحول كربلاء إلى ساحة مواجهة للمشروع الصهيوني، يوم اعتبر أن مقاومتنا للعدو الصهيوني هي استمرار لمعركة الإمام الحسين في كربلاء، وأن الشخصيات الكربلائية شكلت نموذجا حضاريا يحتذى".

ولفت إلى أن "مسؤوليتنا الدفاع عن كرامة المواطن وقضية الانسان في هذا الوطن. ولذا، علينا أن ننطلق بعملية إدارة شؤوننا مثل الإمام الحسين، علينا أن نطل على قضايا الإنسان في الحرية والعدالة والكرامة. نجدد التزامنا بقضايا الانسان والوطن، باسم إمام الوطن و​المقاومة​ السيد موسى الصدر، وباسم حامل الأمانة الرئيس نبيه بري".

وأشار إلى أن "أسقطنا مشروع ​إسرائيل​ بانطلاقتنا باسم شهيد أمل، على مسافة مرمى عين في عين البنية، ويجب أن نعمل على الحفاظ على وحدتنا الوطنية فهي افضل وجوه الحرب مع إسرائيل"، موضحاً أننا "نرحب بالمصالحات والمصارحات، بالأمس بين الأخوة في ​حزب الله​ والحزب التقدمي الاشتراكي برعاية حركة امل، آملين أن يتحول هذا الأمر إلى حوار علي مستوى الوطن من أجل التفاهم على الخروج من أزماتنا السياسية والاقتصادية والمالية، ونرد المخاوف والصعوبات التي يواجهها وطننا على أكثر من مستوى، وتتوحد الجهود لاسقاط أطماع العدو بحياتنا ونفطنا وغازنا ومياهنا وثرواتنا".

وشدد على أننا "نعرف أن النقاش السياسي المشروع يجب ألا يوصل أبدا إلى تعطيل مصالح الناس. ونحن كقوى سياسية، وكتحالف بين حركة أمل وحزب الله، لدينا رؤيتنا وتطلعنا إلى تطوير النظام السياسي وضرورة السعي إلى إلغاء الطائفية السياسية والعمل على قانون انتخاب عصري يقوم على مبدأ لبنان دائرة انتخابية واحدة مع مراعاة ​التوازن الطائفي​، لكننا نعرف بحق أن الأولوية تقتضي أن نحافظ على استقرارنا ودستورنا وميثاقنا، وأن أي نقاش عميق في مستقبل البلد يتطلب أجواء سياسية هادئة وتفاهمات".

واعتبر أن "التحديات الحاصلة على مستوى المنطقة والتطورات التي تتسارع تتطلب مواكبة موحدة من أوسع شريحة من القوى الحية في هذا الوطن وضرورة أن تبقى إسرائيل هي العدو وأن نؤسس لحوار عربي - عربي وعربي - إسلامي، كما دعا بري في مهرجان النبطية، وأن شباب حركة أمل سيبقون العين الساهرة وحجر الزاوية لإسقاط مشاريع إسرائيل وأحلامها".

وأكد أننا "بكل قوانا على أن نكون أوفياء لأهل الوفاء في بعلبك والبقاع الذين دفعوا الدماء والجهد والعرق والصبر والتحمل من أجل كرامة هذا الوطن، وآن للدولة أن تعود إلى هذه المنطقة، لأن أهل هذه المنطقة لم يغادروها يوما، بل الدولة هي التي غادرتهم على الدوام عندما غابت عن مشاريع التنمية وغيرها، وهي ليست منة من أحد، بل واجب الدولة على هذه المنطقة وأهلها، لنكون بحق أوفياء لما أوصانا به إمامنا، وفي طليعة هذه المشاريع مجلس إنماء البقاع و​بعلبك الهرمل​ وعكار".

وأضاف: "البارحة، تم التوافق على مشاريع إنمائية للبقاع سترفع لمجلس الإنماء والاعمار، على أن تدرس كل الحاجات الملحة لهذه المنطقة التي لم يبخل أبناؤها أبدا في تقديم الغالي والنفيس قربانا لحفظ الوطن، وعلى الدولة أن تفكر جديا بأنها مطلوبة لأبناء هذه المنطقة بموجب عشرات آلاف مذكرات الإهمال والتخلي وترك أبناء هذه المنطقة نهبا للفقر والخوف والقلق، وأن تعمل على تأمين سبل الحياة العصرية".