رأى رئيس الحكومة السابق ​فؤاد السنيورة​، "أنّنا نفتّش عن الحلول للأزمات في المكان الخطأ. نحن الآن لدينا في الحدّ الأدنى 3 مجموعات من المخاطر الّتي نحن في خضمّها: أوّلًا المجموعة الاقتصاديّة والماليّة الّتي تتضمّن الآتي: العجز الكامل والكبير في موازنة الدولة، العجز الكبير في ميزان المدفوعات وهو حجز تراكَم على مدى 8 سنوات، والعجز في النموّ بنسبة نصف إلى واحد في المئة في السنة، وهو أدنى من نسبة الزيادة السنويّة لعدد السكان".

وأوضح في دردشة له مع مجموعة من الإعلاميين، أنّ "المجموعة الثانية تتمثّل في الخطاب الّذي يزيد الاحتقان في البلد. كل جهة تحقن جماعتها، بحيث تعتقد أنّها تتحدّث إليها فقط وأنّ الآخرين لا يسمعون، ولكن تكون النتيجة مزيدًا من الاحتقان ما يؤدّي إلى التشكيك بالركائز الأساسيّة لـ"​اتفاق الطائف​" والدستور والدولة وسلطتها وحياديّتها وحياديّة ​المجلس الدستوري​ الّذي شُكّل أخيرًا بهذه الطريقة، وكذلك حياديّة السلطة القضائية، ما يزيد من عدم الثقة بين الناس والدولة وبين الناس والمجتمع السياسي". وشدّد على أنّ "هذا الجوّ هو جوّ طارد للكفايات وللناس الّذين يمكن أن يفيدوا في مجال تشجيع الاستثمارات، وكلّ هذا أوجد حالةً من الخوف الّتي تدفع المواطن إلى الملجأ الطائفي أو المذهبي".

وذكر السنيورة أنّ "المجموعة الثالثة، هي أنّ المشكلة ليست مشكلة التوازن الداخلي فقط، بل إنّنا نلعب بالتوازنات الخارجيّة كمَن يلعب في "ممرّ الأفيال". وحتّى الآن ليس هناك تنبّهٌ للمشكلات". وبيّن أنّ "المعالجات المطروحة للمجموعة الأولى من المخاطر بخفضٍ ماليّ من هنا أو هناك ليست كافية. إنّ كلّ أدوات المعالجة النقديّة والماليّة ضروريّة، ولكنّنا تخطّينا هذه المعالجة الّتي تُعتبر كافية، إلى حدٍّ أنّ الأمور باتت تحتاج إلى معالجة سياسيّة وليس بالأمور النقدية وغيرها. وانّ مجموعة المخاطر الثلاثة ينبغي معالجتها في الوقت نفسه لأنّها متداخلة".

ولفت تعليقًا على الخطاب الأخير للأمين العام لـ"​حزب الله​" السيد ​حسن نصرالله​، وتأثيره على البلاد، إلى أنّ "الناس من دون أن يدروا كأنّهم باتوا ملتزمين بتفكير الحزب وأسلوبه. وحتّى اللحظة لا يبدو أنّنا قادرون على الاتفاق على قاعدة في الحياة هي "أعطِ خبزك للخباز" حتّى تأخذ خبزًا، فشأننا العام ما عاد ممكنًا إدارته بهذا الأسلوب، إذ بتنا مروّضين جميعًا وعقولنا ما عادت تفرز والتوازن الداخلي إختل".

وأعلن أنّ "في الحدّ الأدنى، كان يجب أن يصدر عن رئيسي الجمهورية والحكومة موقفٌ يعترض على موقف السيد نصرالله في ذكرى ​عاشوراء​"، مشيرًا إلى أنّ "في الاشتباك الّذي حصل على الحدود ​الجنوب​ية، يجب أن يصدر موقف عن الدولة، وهناك مَن يغيّب الدولة كليًّا. وفي المقابل يجب أن نرى دائمًا أنّ ​إسرائيل​ هي العدو". وانتقد مواقف رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ واتّهمه بـ"ارتكاب إساءاتٍ". وأكّد أنّه "لا ينبغي التفريق بين ال​لبنان​يين حتّى نكسب مزيدًا من الناس تحت عامل الخوف، وإنّ مسطرة رئيس الجمهورية يجب أن تجمع الناس وعليه أن يتخلّى عنها لكي لا يحاسبه الناس عليها".

وردًّا على تأكيد نصرالله الالتزام ب​القرار 1701​، نوّه السنيورة إلى أنّ "هذا القرار مثلما يحمي إسرائيل يحمي لبنان، وسلاح "حزب الله" كان يُفترض أن لا يكون في الجنوب"، لافتًا إلى أنّ "إعلان حال طوارئ سياسيّة هو في الأداء وليس في الإعلام". وعن احتمالات نشوب حرب، دعي إلى أن "نمرّق الانتخابات الإسرائيليّة".

كما وجد أنّ "اتفاق الطائف" مُستهدَف بما يعنيه من عيش مشترك ومنع قيام حلف الأقليّات المقصود منه فعليًّا تفتيت البلد، وهو مخالف لتوجيهات ​الفاتيكان​ حيث إنّ تيار البابا (في الدولة الفاتيكانية) يقف ضدّ هذا الحلف، وهو كان حريصًا على إعلان هذا الموقف خلال زيارته للإمارات، وأنّ ما صدر في ​صيدنايا​ في هذا الصدد لا يعبّر عن موقف الفاتيكان".

وعن كلام نصرالله عن العقوبات الّتي تفرضها ​الولايات المتحدة الأميركية​ على لبنان و"حزب الله" ومؤسسات مالية، ودعوة الدولة إلى مواجهتها، شدّد على أنّ "هذا الكلام يبثّ مزيدًا من الفتنة في الداخل، "شو قادرة الدولة تعمل مع هذا الواقع؟"، هل المراد تحريض الناس بعضهم على بعض؟ أنظروا إلى ما حصل للبنك العربي مثالًا".