بربكم، بماذا تتبجّحون؟ هل تريدون ان يصدقكم الناس انكم كسلطة تنفيذية تبنون دولة؟

أية سلطة تنفيذية أنتم؟ وعن أية دولة تتحدثون؟ أنتم في السلطة منذ العام 2005، فماذا فعلتم؟

لا أعذار لكم لتقولوا انكم لم تستطيعوا فعل شيء: ​سوريا​ كانت خارج ​لبنان​ منذ نيسان 2005.

حكمتم من دون "وصاية". و​اسرائيل​ كانت خارج ​الجنوب​. أجريتم ​انتخابات​ نيابية وكانت لديكم ​الاكثرية​ المطلقة في ​مجلس النواب​. وشكلتم ​الحكومة​ التي تريدون.

***

وقع ​الفراغ الرئاسي​ في المرة الأولى بين تشرين الأول 2007 وأيار 2008، فمَن كان يمنعكم من انتخاب رئيس للجمهورية.

انتم انتخبتم العماد ​ميشال سليمان​ رئيسًا للجمهورية لأنكم لم تقبلوا بالعماد ​ميشال عون​ رئيسًا للجمهورية على رغم انه كان الأقوى مسيحيًا ويتمتع بأكبر كتلة نيابية.

انتهت ولاية العماد ميشال سليمان.

قبل ذلك بسنتين أي في العام 2011 اندلعت الحربُ في سوريا, كان رهانكُم انه في أسابيع ستسقطُ سوريا، ولأن الاحداثَ السورية اندلعت في آذار من العام 2011، فقد أطلقتمُ على ما يجري انه "ربيعُ سوريا".

اخذتم تعدُّون الأيام من أجل ان تسقط سوريا، ورحتم تراهنون على "فراغ السلطة" في سوريا فيما الفراغ ينخرُ النظامُ اللبناني حيث الشغور في موقع الرئاسة دام سنتين ونصف ​السنة​، وتحديدًا من أيار 2014 الى تشرين الأول 2016.

وما كنتم ترفضون مجرد التفكير فيه أصبح أمرًا واقعًا بالنسبة اليكم والى الشرعية والى العالم: العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية.

***

اضطررتم، ولم تكونوا مخيَّرين لانتخاب العماد عون رئيسًا للجمهورية، ولو لم تكونوا كذلك لكنتم انتخبتم العماد عون رئيسًا للجمهورية منذ انتهاء ولاية العماد سليمان في أيار 2014. لكنه "قِصْر النظر" الذي جعلكم تقومون بالخيارات الخطأ والرهانات الخطأ:

- راهنتم على سقوط سوريا في أسابيع وها هي تستأصلُ ​الارهاب​ المتفشي على مساحة أراضيها.

- راهنتم على عودة ​النازحين​ والذين لم يكن عددُهم في لبنان في السنة الأولى للحرب، يتجاوز المئة الف. ها هُم اليوم بلغوا المليونَ ونصف المليون نازحٍ فيما انتم ترفعون العشرة غير قادرين على فعل شيء.

ولمعلوماتكم، لقد بلغت الولادات السورية في لبنان منذ بدء ​النزوح السوري​ 288 ألف طفل، جمعيهم في لبنان، والحبل على الجرار، فماذا انتم فاعلون في هذه الأزمة المعضلة؟

***

اليوم تتوددون "من أجل حفنة من الالتزامات" في سوريا ومن أجل ان تكونوا "شركاء" في إعادة إعمار سوريا... تهاجمون في العلن وتمدون الخطوط من تحت الطاولة: حينًا عبر وسطاء محليين، وحينًا آخر مع وسطاء عرب ودوليين.

***

لكن اندفاعكم في اتجاه سوريا "لعبة مكشوفة" على كل المستويات الاقتصادية والإعمارية!

اقتصاديًا وإعماريًا: ان تجربتكم الإعمارية في لبنان أدت الى كارثة: عشرات المليارات ذهبت هدرًا من دون ان تحققوا أي انجاز لا على مستوى ​البنى التحتية​ ولا على مستوى البنى الفوقية.

***

سلِّموا أمركم الى ​رئيس الجمهورية​ العماد ميشال عون، وبالتالي مع رئيس أقوى كتلة نيابية ​جبران باسيل​، هكذا دخل الرئيس ​الحريري​ "بالطبخة الرئاسية" مع جبران باسيل.

وتذكروا ما قاله الرئيس ميشال عون:

- نحن مع سوريا في سوريا وضد سوريا في لبنان.

- يجب محاورة ​النظام السوري​ لعودة النازحين.

***

أما الناس ومعاناتهم وتردّي أوضاعهم المعيشية على كل الأصعدة، فهذا آخر همّ لدى السياسيين، تطلعاتهم لمصالحهم الشخصية أكثر بكثير منّا جميعًا.

وللبحث صلة.