لفت الوزير السابق ​سجعان قزي​، الى أن "​لبنان​ قائم على جمع ​الطوائف​ للمشاركة في الحكم. إلا أن المشكلة أصبحت تتعدى الطوائف إلى زعماء يفتقدون الحس الوطني والمسؤولية الأخلاقية"، مشيرا الى أن "تجمع الطوائف قبل عام 1975 أنتج دولة ومؤسسات. وكانت الشكوى أقل مما هي عليه اليوم. وقد تغير الوضع على الصعيدين الإسلامي والمسيحي بسبب الزعماء الحاليين".

وشدد قزي في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" على أنه "لا يمكن للمسيحي اللبناني أن يخطو خطوة باتجاه دولة مدنية ما لم يتقدم المسلم قبله نحو هذا الاتجاه، لأن لبنان في محيط متطرف سنياً وشيعياً. والحالات القومية العربية التي قادها ​المسيحيون​ مطلع القرن الماضي سقطت أمام التطرف الديني"، مذكرا بأننا "نعيش في نظام ديمقراطي بكل شوائبه. والذين يملأون ​الدولة​ بالمناصب هم نتاج المواطن الذي انتخبهم. والدولة أفضل من المواطن. وحينما يأتيها رجال شرفاء وأقوياء تتقدم، في حين أن المواطن كلما أُعطي فرصة، يختار، وبكل وعيه، الأسوأ ليمثله، أو هو يختار الأشخاص نفسهم الذين كان يشكو منهم، عندما يمارس حقه في ​الانتخابات​"، معتبرا أن "المفارقة أن دولة تعتمد النظام الديمقراطي تسلك طريق التراجع إلى 40 سنة خلت. بالتالي تقع مسؤولية هذا التراجع على الشعب. لو أن الدولة ديكتاتورية، يمكن اتهام الحاكم بما يحصل فيها".