لفت رئيس ​الحكومة​ ​سعد الحريري​ خلال انطلاق حفل اطلاق موازنة المواطن والمواطنة في المعهد المالي والاقتصادي - باسل فليحان في ​وزارة المالية​ إلى انه "للسنة الثانية على التوالي نطلق هذه الموزانة، وفي السنوات الأخيرة أقرت 3 موازنات على التوالي بعد إنقطاع 12 سنة"، مؤكداً أن "إقرار ​الموازنة​ أمر أساسي ومن المهم اقراره أيضا ضمن ​المهل الدستورية​".

وأشار إلى "إننا نمر بوضع دقيق جدا وليس لدينا ترف الوقت والجميع يعرف أنه علينا اتخاذ قرارات صعبة في المرحلة المقبلة"، لافتاً إلى أن "كلفة الإصلاح والقرارات التي يجب أن نأخذها اليوم أقلق بكثير من كلفة إدارة الأزمة إذا حصلت، وخاصة اذا خرجت عن السيطرة ولدينا مجال لمعالجة المشاكل، التحديات واضحة والحلول معروفة وأكدنا عليها في الرؤية التي طرحناها في مؤتمر "سيدر" و​البيان الوزاري​ ولقاء بعبدا الاقتصادي".

واكد أن "المهم أن ننتقل الى مرحلة التنفيذ، ورشة الاصلاح كبيرة ومهمة، وحريص على أن يشارك بها الجميع من خلال حوار اقتصادي اجتماعي بناء داخل مؤسسات ​الدولة​ و​القطاع الخاص​ والمجتمع الدني ونحن حريصون على هذا الأمر والمجلس الاقتصادي الاجتماعي حاضر دائما لخلق هذا الحوار"، مشدداُ على "إننا حريصون على حوار دائم مع ​المجتمع الدولي​ حول التحديات وكيفية الخروج منها وأكدنا عليه في سيدر من خلال آلية متابعة شفافة ومتينة".

وأوضح الحريري أن "الإصلاح لا يتم بين ليلة وضحاها، هو مسيرة مستمرة وعملية تتطلب الوقت والجهد وحتى ينجح الاصلاح يجب أن نؤمن توافقا سياسيا ويجب أن تواكبه إدارات مؤسسات عامة، والمطلوب منها الإستنفار لمواكبة هذه الورشة، ولدي الثقة أنه لدينا ما يكفي من قدرات وطاقات للنهوض ب​الاقتصاد اللبناني​ ومؤسساته"، مؤكداً "إننا نعمل على استعادة ثقة المواطن بالدولة والقطاع الخاص والمجتمع الدولي والمدني بلبنان، ولا يمكن استعادة الثقة دون وضع اسس شفافة".

واعتبر أن "ما يقوم به معهد باسيل فليحان من خلال اطلاق موازنة المواطنة والمواطن يصب في هذا الإتجاه ومن المهم أن يعرف المواطن حقيقة الوضع المادي للدولة وليعرف الايرادات ولماذا يزيد العجز ولماذا يرتفع الدين العام ولماذا نأخذ إجراءات، ولإطلاع الرأي العام على الموازنة العامة وهذا مهم لأنه تترجم سياسات الحكومة لسنة كاملة ولتكريس مبدأ المحاسبة والمساءلة"، موضحاً أن "هذه وثيقة تشرح للمواطن ما تقوم به الدولة ووزارة المالية وهذا يساعدنا على إستعادة الثقة، ويجب أن نتعود على الشفافية والتفاعلية بين المؤسسات والدولة والمواطن في لبنان"، مؤكداً أن "هذه المعادلة يجب أن تحكم عملنا لأنه بغياب عنصر واحد لا يمكن أن يكون لدينا دولة قوية ومؤسسات قوية".