أكد وزير العدل القاضي ​ألبرت سرحان​، خلال تفقده مع الرئيس الأول ل​محكمة التمييز​ ​القاضي جان فهد​ أعمال التأهيل والترميم التي شارفت على نهايتها لأرشيف محكمة التمييز في قصر عدل بيروت أن "التحدي الأكبر هو الحفاظ على الإرث القضائي الذي نملك وحمايته ماديا ومعنويا وتوريثه الى جيل المستقبل الذي نتكل عليه في بناء ​لبنان​ الغد والذي يجب أن يتخلص من كل العفن والأدران والأوساخ في النفوس قبل أي شيء آخر".

وتوجه سرحان الى رئيس ومتطوعي جمعية "​فرح العطاء​"، مشيراً الى أنه "لقد سبق أن اطلعت في السابق على عملكم ميدانيا، ونحن في الواقع مهما فعلنا لا يمكن أن نفيكم حقكم على هذا العمل الجبار الذي قمتم به. الفكرة بحد ذاتها مهمة، واليد التي نفذت شجاعة، وبالتالي فقد قمتم بإنجاز كبير بإشراف الدكتور ملحم خلف وتوجيهه".

ولفت الى أن "فرح العطاء، هذه المؤسسة الإنسانية والاجتماعية التي لا تبغي الربح بل على العكس تبذل من جيبها وجهدها ونشاطها لتأدية هذا العمل من دون أن تنتظر التقدير أو الشكر"، مشيراً الى أنه "بعد إزالة الغبار والاوساخ وآثار الحريق، ها نحن اليوم نعتمد على جيل "فرح العطاء" في بناء لبنان الغد الذي يجب ان يتخلص من العفن والدرن والأوساخ في النفوس، وهذا الجيل هو المثال والقدوة لنا جميعا. إن العمل الجبار الذي قمتم به لا يمكن ان يكافأ بكلمة تقدير فقط، ومهما قلنا فنحن لا نفيكم حقكم، فبوركت الفكرة واليد التي نفذتها وكل التحية والتقدير للمحامي خلف".

وشكر سرحان "الرئيس الاول لمحكمة التمييز القاضي فهد على كل الجهود التي بذلها لإتمام هذا المشروع الذي يحفظ حقوق المتقاضين"، مؤكداً "أنني أعرف تمام المعرفة ان عمل "فرح العطاء" في هذا المشروع كان همه الدائم، خلال ورشة العمل، انطلاقا من حرصه في المحافظة على الإرث القضائي، وهذا ليس الأنجاز الوحيد الذي حققه خلال فترة ولايته القضائية، فالتاريخ سيذكر له حتما العديد من الإنجازات في ​القضاء​ و​العدلية​ وقصور العدل وبين جميع ​القضاة​".

ومن جهته أكد القاضي فهد أنه "في نهاية العام الماضي حضر الى مكتبي الصديق ملحم خلف طارحا ان تقوم جمعية "فرح العطاء" بتنظيم ارشيف محكمة التمييز بعدما أمسى التفتيش عن الملفات في الأرشيف مهمة شاقة، إن لم تكن مستحيلة، ما أوقف مصالح الناس المتعلقة بها، فنزلنا سوية الى المستودع في الطابق السفلي حيث نحن الآن، واطلع خلف على حال المحفوظات، وبقي مبتسما ومؤكدا لي ان الجمعية تقبل التحدي. وما هي الا اسابيع قليلة حتى حضر متطوعو الجمعية الى المستودع بعد معالجة الحشرات فيه وبدأوا العمل في تنظيف وتنظيم وترتيب محفوظات محكمة التمييز التي تحتوي ملفات وقرارات تعود الى عشرينيات القرن المنصرم بكد وجهد ومثابرة قل نظيرها".

ولفت الى أنه "لقد أدى المساعدون القضائييون قسطا من العمل وفقا لما تسمح به أوقاتهم، وتمت فهرسة كل الملفات بصورة الكترونية ما يساعد في الوصول اليها عند الحاجة"، مشيراً الى أن "عملية إعادة تأهيل مخزن محفوظات وملفات محكمة التمييز من قبل متطوعي "فرح العطاء" هي تأكيد على التزامهم التعاضدي الوطني للتصدي لما يعيق عمل بعض المحاكم، وذلك ايمانا منهم بالمواطنة الملتزمة وبأن القضاء هو رافعة الوطن ونهضته وقيامته".

وأشار فهد الى أن "هذه العملية سبقت مشروع مكننة كل محفوظات محكمة التمييز، وهو مشروع ممول من قبل حكومة الولايات المتحدة الأميركية بقيمة مليونين ونصف مليون دولار اميركي من خلال اتفاق موقع مع قسم INL في السفارة الاميركية".