صوتت الجمعية العامة للامم المتحدة بأكثرية 165 صوتاً على مبادرة ​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ بانشاء اكاديمية ​الانسان​ للتلاقي والحوار في ​لبنان​.

من جهتها، لفتت مندوبة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة آمال مدللي إلى "اسباب هذه المبادرة واهدافها"، شاكرة "كل الذين اعطوا موافقتهم المبدئية على المشروع"، مشيرةً الى ان "الاكاديمية هي مبادرة اطلقها الرئيس عون لمنح لبنان والمنطقة والعالم ساحة جديدة لتعم ثقافة السلام والتعايش والتسامح، خصوصاً وان لبنان خبر الالم والحرب وتعلم تحويل السيوف الى محاريث".

واعتبرت أن "هذه المبادرة جاءت في وقت نحن احوج فيه الى مثل هذه الخطوات، حيث يشهد العالم انقسامات عديدة وانتشار خطاب الكراهية، فيما يجب علينا ان نتعلم العيش بسلام"، مشيرةً إلى أن "هذه هي الروح التي الهمت المبادرة في بلد جامع يحظى بخلفيات دينية واثنية مختلفة، وحديقة حاضنة لمعتقدات وعقائد روحية عديدة تسعى لغاية واحدة. ومن الاختلافات العديدة في ما بينها، تعلمت تلك المكونات ان يحترم كل منها الآخر والاعتزاز بما يجمعها وان لبنان هو واحد لها. لقد اطلق رئيس الجمهورية هذه المبادرة من هذا المنبر عام 2017، وحصد اكثر من 172 رعاية شريكة، وهو يعتبر شهادة على ارادتنا الجماعية على تمثيل قيمنا الرئيسية، واود ان اشكر كل دولة ساهمت في رعاية مشروع القرار وبالاخص الدول الاعضاء في مجموعة دول عدم الانحياز ومجموعة آسيا والبحر الهادىء التي تبنّت هذه المبادرة، واود ان اشكر كل من وعد بالتصويت لصالح هذا القرار ومن سيحجب التصويت عنه وحتى من سيعارضه، فنحن جميعاً هنا لاننا نؤمن بالسلام بصرف النظر عن الطريق المؤدي اليه، لكنني ما زلت آمل ان تصوتوا جميعاً لصالحه".

وأكدت أن "دعمكم لمشروع القرار هذا هو تصويت للسلام، ولشكل مختلف من اشكال القلق الانساني عما نراه اليوم من حولنا، انكم تمنحوننا الامل. ان المشروع يستذكر كل قرارات الجمعية العامة ذات الصلة بثقافة السلام ويرحب بمبادرة انشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" في بيروت ويشجع الامين العام ووكالات الامم المتحدة الخاصة ذات الصلة على دعم جهود الاكاديمية، كل في حدود الموارد المتاحة له ووفقاً للولاية الموكلة اليه واشكر كل الدول الاعضاء على انخراطها الناشط ومداخلاتها البناءة خلال جولات المشاورات غير الرسمية الثلاث حول مشروع القرار والمفاوضات الثنائية مما اثمر وضع نص مشروع القرار، وقد اجريت المفاوضات بشكل مفتوح وشفاف وعلى الرغم من المصاعب ومحطات تاريخية، يبقى لبنان منارة للعيش الواحد، ولقد تعلمنا، نحن اللبنانيون، وبطريقة صعبة، ان لا بديل عن الحوار في حل النزاعات، ونريد الآن مشاركة تجربتنا مع الآخرين وتعليمه لاولادنا ولابناء العالم المهتمين لان السلام منهج لا يجب ان يدرّس كأي منظومة اخرى، وندعوكم لدعم هذه المبادرة من خلال التصويت لصالح مشروع القرار والذي يبغي تقديم مساعدة اضافية لجهودنا الجماعية باتجاه تمكين ثقافة السلام ما ينسجم مع المثل العليا التي تدعو اليها الامم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الانسان ولجنة التنمية المستدامة لـ2030. واشكركم على تعاونكم في تعزيز السلام في منطقتنا والعالم لان وجودنا نفسه يعتمد على ذلك".

فيما شنت مندوبة اسرائيل هجوماً على لبنان والرئيس عون واللبنانيين، مدعية "انهم لا يحترمون قيم السلام والتسامح والتعايش".

فرد مندوب فنلندا باسم الاتحاد الاوروبي والدول الاعضاء فيه بطريقة غير مباشرة عليها، شاكرا لبنان على "اقتراحه مشروع القرار والطريقة المثالية التي دارت بها المناقشات غير الرسمية"، معتبراً ان "التنوع والحوار بين الحضارات هي قيم راسخة للاتحاد الاوروبي وتلعب دوراً بارزاً في تعزيز حقوق الانسان وعدم التمييز في العالم، وهي قيم تعتبر محوراً لنظامنا المتعدد الطرف، والاتحاد يؤيد كل مبادرات لدعم هذه القيم، كما انه يقدّر الجهود الدائمة للبنان بالنهوض بالحوار والتسامح، ويرحّب بسعي لبنان لضمان الاتفاق على الساحة الدولية وهو سبب تأييد الاتحاد الاوروبي لهذا القرار".

وكانت مراسلة "النشرة" في نيويورك سمر نادر قد أفادت يوم الجمعة الماضي بأن "الجمعية العامة للامم المتحدة ستصوت الاثنين على طلب لبنان لانشاء "أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" في بيروت".

وأعربت الجمعية العام للامم المتحدة في مشروع القرار عن تقديرها لما يبزله رئيس الجمهورية ميشال عون من جهود لتعزيز دور لبنان باعتباره مركزا للحوار والتنوع لا سيما من خلال مبادرته الرامية إلى انشاء "أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار".