ذكرت صحيفة "الجمهورية"، أنّ "شخصيّة ​لبنان​يّة نقلت عن سفير أوروبي بارز تأكيده أنّ "خطوات ​الدولة اللبنانية​، حتّى الأمس القريب، لم تكن قد ارتقت بعد إلى مستوى التحدّيات والاستحقاقات الداهمة".

ولفت السفير الأوروبي، بحسب الشخصية اللبنانية، إلى أنّه "عندما يزور المسؤولون اللبنانيون الخارج، يؤكّدون لمن يلتقون به أنّ الأمور الاقتصاديّة والماليّة في بلادهم قيد المعالجة، وأنّ الإصلاحات المطلوبة تتحقّق"، ملمّحًا إلى "ضرورة وقف هذه المراوغة. البعض يظنّ أنّنا لا نقرأ، ولا نعرف هشاشة الواقع، وأنّ هناك بطئًا شديدًا في تنفيذ الإجراءات الملحّة".

وركّز على أنّ "لدى لبنان مهلة قصيرة لا تتعدّى الأشهر القليلة لإثبات جدّيته في تطبيق التدابير الإنقاذيّة الضروريّة، وبالتالي للخروج من المأزق الكبير الّذي يواجهه"، مركّزًا على أنّ "السياسات الّتي اعتُمدت في المرحلة الماضية لم تكن متناسبة مع حجم المخاطر، ويجب تغييرها لتصبح أكثر استجابة لمتطلّبات الإنقاذ، وهو الأمر الّذي ينبغي أن تترجمه بوضوح موازنة عام 2020".

ونوّه السفير إلى أنّه "يتراءى لي أنّكم لستم جاهزين بعد لتلقّف مشاريع "سيدر"، وعندما تجهزون سنكون حاضرين للتعاون معكم. نحن ننتظر أن تستكملوا شروط النجاح المطلوبة حتّى تدخلوا إلى صفّ "سيدر"، علمًا أنّ الإصلاحات المقترحة أنتم من وضعتموها والتزمتم تطبيقها، لكن التقيّد بها لم يكن كافيًا لغاية الآن، والمؤسف أنّ أغلب المسؤولين هنا ليس لديهم حنان على دولتهم وشعبهم".

ولاحظ أنّ "أغلب السياسيّين يعتمدون طريقة شعبويّة في محاكاة الأزمة المستفحلة"، مشيرًا إلى أنّ "المسؤولين الرافضين لوصفات "​صندوق النقد الدولي​" يجب أن يعلموا أنّهم إذا استمرّوا على هذا المنوال، فقد يأتي يوم يصبحون فيه ملزمين بقبول الحلول المرّة الّتي يطرحها الصندوق، إنّما من دون أن تكون مرفقة هذه المرّة بأيّ مقدار من "السكاكر" الّتي تُستخدم أحيانًا بنسبة قليلة لتسهيل ابتلاع الحلول الصعبة على الدول المتعثّرة".

من جهته، شدّد سفير أوروبي آخر في ​بيروت​، على أنّ "الطريقة الّتي كانت معتمدة من قبلكم طيلة الفترة السابقة في مقاربة الأزمة الاقتصاديّة- الماليّة لا تفيد ولا تعكس إحاطة حقيقيّة بالواجبات الملقاة على عاتقكم. أمامكم مريض يحتضر وكلّ ما تفعلونه في المقابل هو انّكم تحاولون أن تغطوا شحوبه الشديد ببعض مساحيق التجميل".