أكد سفير لبنان السابق في ​واشنطن​ ​رياض طبارة​ أن "​إيران​ تعلم بأن ​الولايات المتحدة الأميركية​ لن تدخل في أي حرب. ولذلك، نجدها تتمتّع بمجال أوسع ممّا لو كان عامل الحرب متوفّراً. وهذا هو الجوّ الذي أوصل الى هجمات "​أرامكو​".

وأشار طبارة في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أن "الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ يستميت من أجل القيام بإنجاز في ال​سياسة​ الخارجية على ضوء الإنتخابات الرئاسيّة الأميركية، لأن ليس لديه الكثير من المجالات الداخلية التي يُمكنه أن يحقّق فيها إنجازات على عتبة تلك الإنتخابات. ولذلك، هو يريد تحقيق انتصار في ​السياسة​ الخارجية لكي يُثبت للجميع ما يقوله عن نفسه وهو أن لديه "فنّ إبرام الإتفاقيات". والإيرانيون يُدركون جيّداً أنه "محشور" بهذا الوضع".

وشدّد على أن "ترامب سيكون في حالة ضعف خلال الأشهر الثمانية القادمة تحديداً، فيما تشعر إيران بأن هذا هو الوقت المناسب لكي تحصل على ما تريده من واشنطن. ومن هنا، ستظلّ السقوف مرتفعة ضمن ضوابط، سواء في ملفات إيران أو ​كوريا الشمالية​ أو ​الصين​ أو ​أفغانستان​".

ورأى طبارة أن "المشكلة تقوم أيضاً على أن الأفرقاء الآخرين، في أكثر من مكان، يعانون من انقسامات شديدة، وهو ما يُعرقل التوصّل الى تنازلات تمكّن من الذهاب نحو اتّفاق"، لافتاً الى أنه "عندما اقترب ترامب من توقيع اتفاق مع حركة "طالبان"، وقع هجوم أسقط ضحايا. وعندما اقترب من لقاء روحاني، حصلت هجمات "أرامكو"، على ضوء معارضة بعض الإيرانيين لهذا اللّقاء".

وأشار الى أن "المسألة معقّدة من الجهات كلّها، ولا سيّما إذا أضفنا الى المشهد أن ​إسرائيل​ نفسها ستعمل على تخريب أي تقارُب أميركي - إيراني، انطلاقاً من عدم المصلحة الإسرائيلية بحصول اللّقاء بين الرئيسَيْن الأميركي والإيراني".

ولفت الى أنه "حتى أن الإنقسام موجود في الداخل الإيراني حول الإنفتاح على واشنطن، ولا سيّما من فريق "​الحرس الثوري​"، كما في الداخل الأميركي، وهو ما يصعّب حصول أي اتّفاق، ويجعل كل المراقبين ضائعين".