رأت أوساط سياسية عبر ​صحيفة الراي​ الكويتية، أن المؤشرات البالغة السلبية "لأزمة ​الدولار​"، المفْقود من الأسواق منذ فترةٍ بسبب نقّص السيولة وشحّ التداول بـ"العملة الخضراء" بفعل تَمَسُّك ​مصرف لبنان​ المركزي باحتياطاته بالعملات الأجنبية و"سياسات التقنين" التي يعتمدها ​القطاع المصرفي​، تضغط على كل المساعي الرامية إلى "تصفيح" الواقع المالي - الاقتصادي عبر الإسراع في تسييل مخصصات ​مؤتمر سيدر​، وجذْب دعْم خليجي بالودائع، وهي المساعي التي ترتبط ترجمتها بإصلاحاتٍ موجعة لا بد من وضعها على السكة في الأسابيع المقبلة كما بأداءٍ سياسي يعيد بعضاً من "التوازن" إلى الموقف الرسمي من أحداث المنطقة على قاعدة "النأي بالنفس"، الذي شكّل ركيزة في منظمة الدعم الدولية للبنان.

ولاحظت هذه الأوساط عبر "الراي" أنه في موازاة ملامح التركيز المتعمّد في معرض تحديد مسبّبات "أزمة الدولار" على عجز ميزان المدفوعات انطلاقاً من تَسَبُّب "سياحة اللبنانيين" في الوجهات القريية بتسرُّب كتلة وازنة من الدولارات، يتم إغفال جانب جوهري في الأزمة يتمثّل في عدم قدرة "بلاد الأرز" على جذب استثمارات وودائع جديدة وصولاً إلى تسجيلٍ غير مألوف لـ"هجرة ودائع" وذلك كأحد "الأثمان السياسية" الناجمة عن ربْط لبنان المستمرّ بسيناريواتِ الحرب المحتملة في المنطقة.

وأشارت "الراي"، الى ان عشية وصول وزير الخزانة الأميركي لشؤون ​مكافحة الإرهاب​ مارشال بيلينغسلي لبيروت ومعه ملف ​عقوبات​ مرشحة للتصاعد على ​حزب الله​، أطلّ وزير الخارجية ​جبران باسيل​ مع مقابلة مع قناة "بي بي سي"، مؤكداً أن "حزب الله ليس منظمة إرهابية ولا يمكن اعتباره كذلك"، ولافتاً إلى أنه أبلغ موقف لبنان هذا لوزير الخارجية الأميركي ​مايك بومبيو​ خلال زيارته الأخيرة لبيروت.

وأضافت ان عندما قال له المُحاور إن واشنطن لا تنظر إلى باسيل كأنه "رَجلها في لبنان" أجاب: "ليس لي الشرف أن أكون رجل أحد في لبنان، أنا رجل لبنان، لست تابعاً لا لأميركا ولا لإيران ولا للسعودية، أنا وزير خارجية لبنان ولست تابعاً لأحد، ولهذا لدينا ​سياسة​ مستقلة تحافظ على مصالحنا وليس على مصالح غيرنا".