لفت مصدر وزاري إلى أن موقف ​الرئيس ميشال عون​ في ​الأمم المتحدة​ "وإن كان توجّه في مخاطبته ​المجتمع الدولي​ بنبرة عالية غير مسبوقة، في سياق تركيزه على التكلفة الاقتصادية والمالية والأمنية للنزوح السوري، فهو ضروري في ظل الحاجة إلى حل لعدم قدرة ​لبنان​ على تحمُّل أعباء هذا النزوح».

وأوضح أن "مجرد وجود الرئيس على رأس ​الوفد اللبناني​ إلى ​نيويورك​ يحتّم عليه تسليط ​الضوء​ على أزمة ​النزوح السوري​، باعتبارها واحدة من كبرى الأزمات، تستدعي وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، وصولاً إلى مطالبته بأن يكون له دور في وضع خطة لعودة ​النازحين​".

وأكد المصدر الوزاري في حديث لـ"الشرق الاوسط" أن تلويح عون بالتفاوض مباشرة مع النظام في ​سوريا​ "لن يلقى معارضة من خصوم الرئيس السوري ​بشار الأسد​، سواء أكانوا في ​الحكومة​ أم خارجها". وقال: "إن خصوم الأسد في لبنان لا يربطون عودة النازحين بالتفاهم على الحل السياسي في سوريا، وبالتالي إذا نجح عون في إقناع نظيره السوري بضرورة عودتهم، فإن جميع المكوّنات السياسية ستؤدي له التحية وتدين له بهذا الإنجاز".

ورأى أنه "لا مبرر للدخول من الآن في سجال مع ​رئيس الجمهورية​، على خلفية تلويحه بالتفاوض، في ضوء إخفاق المجتمع الدولي من وجهة نظره في إعادتهم"، معتبراً أن "مجرد الانجرار إلى فتح سجال حول مبدأ التفاوض سيُظهر المعارضة أمام الرأي العام اللبناني بأنها ليست راغبة في عودتهم، وبالتالي ستعطي خصومها ورقة سياسية تستخدمها ضدها، وتقحمها في لعبة المزايدات الشعبوية".