حمّل رئيس "لقاء الفكر العاملي" السيد ​علي عبد اللطيف فضل الله​، "السياسيّين المنخرطين في منظومة ​الفساد​ الّذين تحكمهم المصالح الفئويّة والتموضعات الطائفيّة والمذهبيّة"، مسؤوليّة "تفاقم الأزمات المعيشيّة الّتي تحاصر الوطن في لقمة عيشه وحاجاته، وتضع الدولة على حافة الانهيار والسقوط والإفلاس".

وأكّد أثناء خطبة الجمعة من على منبر المسجد الكبير في عيناثا، أنّ "استمرار مزاريب الهدر والإنفاق وتكاثر الفضائح الاختلاسات والصفقات الماليّة وارتفاع منسوب الأزمات المعيشيّة والنقديّة، يؤكّد تبخّر الخطط الإصلاحيّة وتحوّلها إلى استهلاك إعلامي وسياسي، يهدف لامتصاص نقمة الناس والاستحواذ على ثقة ​الدول المانحة​، بعيدًا عن المسؤوليّات الوطنيّة المُلقاة على عاتق المسؤولين".

وسأل السيد فضل الله: "أين مفاعيل لقاء ​بعبدا​ وكلّ الكلام السياسي والرسمي مع استمرار نهج المحاصصات والمحميّات مع غياب الإدارة السياسيّة الّتي تحكمها مصالح الناس، بعيدًا عن التوازنات الطائفيّة والمذهبيّة؟". ودعا "كلّ المكوّنات الشعبيّة الّتي تسحقها عجلة منظومة المال والسلطة"، إلى "إطلاق صرخة تلتقي مع كلّ المخلّصين لكسر حالة الفساد ومواجهة كلّ الّذين يستبيحون مال الدولة ويعبثون بحقوق الناس بلا رقيب أو حسيب".

وطالب بـ"سياسات نقديّة واضحة تدعم العملة الوطنيّة وتوفّر السيولة المطلوبة من العملات الأجنبية، وتضع حدًّا لحالة الهلع والفوضى الّتي تنعكس على حياة الناس وحاجاتهم". وركّز على أنّ "الإجراءات الأميركيّة الّتي تعمل على هزّ الاستقرار النقدي والمالي، هي بمثابة الحرب الاقتصادية التي تستهدف استباحة ​لبنان​ بكلّ مكونانه وطوائفه".

كما دعا لـ"موقف وطني رافض لتحويل لبنان إلى ساحة لإثارة الفتن والصراعات الّتي تستهدف مجتمع ​المقاومة​ وتعمل على تسويق المشاريع السياسيّة الساعية لتمرير "​صفقة القرن​"، وتكريس الاحتلال الصهيوني ل​فلسطين​ ورهن العرب والمسلمين لخيارات المصالح السياسيّة والاقتصاديّة الخارجيّة الّتي تنمو على حساب منظومتهم الدينية والاخلاقية والوطنية".