شدّد مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، ​ديفيد شينكر​، على أنّ "ل​إيران​ وكلاء في المنطقة مثل "​حزب الله​" وجماعة "​أنصار الله​"، وهناك أيضًا قطاع عريض ممّن لا يتّفقون مع أجندة إيران الإرهابية في الإقليم سواء في ​العراق​ أو ​اليمن​ أو ​لبنان​. لكن بالفعل وكلاء إيران نشطون للغاية، وقد قامت ​الولايات المتحدة الأميركية​ بالقبض منذ أسابيع قليلة على وكلاء لإيران في ولاية نيوجيرسي كانوا يخطّطون لهجمات لصالح "حزب الله" في الولايات المتحدة".

وأعلن في حديث صحافي، أنّ "الإدارة الأميركية تنظر في تعطيل كلّ مصادر التمويل والدعم لـ"حزب الله"، وكلّ الطرق الّتي يحصل بها الحزب على الأموال، وقد قمنا بتصنيف "جمال تراست بنك" على قائمة ​العقوبات الأميركية​". وعمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستقدم على تصنيف مصارف أُخرى أو كيانات لبنانيّة أُخرى تساند "حزب الله" على قائمات العقوبات، أوضح أنّه "حينما نجد مصرفًا ينتهك العقوبات ويوفّر التمويل لـ"حزب الله"، سنقوم بتصنيفه على قائمة العقوبات بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينيّة والطائفيّة، وهناك بالفعل بعض الأشخاص الّذين سيتمّ تصنيفهم في جولة جديدة من العقوبات خلال الفترة المقبلة".

وعن الجديد في قضية ​ترسيم الحدود​ بين لبنان و​إسرائيل​، وموقف الإدارة الأميركية من الصراع في شرق المتوسط بين مصر و​تركيا​ و​اليونان​ على حقوق استكشافات الغاز، شدّد شينكر على أنّ "هناك اكتشافات هائلة من الغاز في شرق المتوسط، وفي كلّ الدول يمكن التوصّل إلى حلول من خلال المفاوضات، لأنّ هناك كثيرًا من الفوائد الاقتصاديّة إذا تمّ ترسيم الحدود، وقد تولّى سلفي ​ديفيد ساترفيلد​ هذا الملف، وقام بجهود دبلوماسيّة استمرّت لمدّة عام لتقديم مقترحات حول إطار عمل لمفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية، وهي مفاوضات معقّدة وصعبة".

وكشف "أنّنا في المراحل النهائية في تلك المحادثات، وننتظر من لبنان الموافقة على اتفاق إطار العمل ونشجّعهم على المضي في ذلك، لأنّ لبنان لديه ديون تمثّل 165 في المئة من الناتج القومي الإجمالي، وهي أعلى معدّلات للديون في العالم، وهناك رقعتان رقم 9 و10 على الحدود مع إسرائيل بها استكشافات لحقول غاز طبيعي يمكن أن توفّر احتياطيًّا للغاز الطبيعي لإسرائيل لمدّة 45 عامًا. ولبنان يمكنه أن يستفيد بالحصول على أموال في الوقت الحالي، وآمل أن يتمّ ذلك وتقرّر ​الحكومة اللبنانية​ أن ذلك في مصلحتها، وأن تدخل في هذه المفاوضات وتستغلّ هذه الفرصة".

ولفت من جهة ثانية، إلى أنّ "وزير الخارجية الأميركية ​مايك بومبيو​ قد قام بزيارة السعودية والإمارات بعد الهجمات على شركة "​أرامكو​"، والولايات المتحدة الأميركية تعمل على طمأنة الحلفاء وتوفير الموارد الإضافيّة الدفاعيّة، حتّى يتمكّنوا من الدفاع عن أنفسهم وتوفير قوات أميركيّة لإنشاء قواعد للدفاع ضدّ أيّ تصرّفات إيرانيّة مزعزعة للاستقرار". ونوّه إلى "أنّني لا أعرف ما الّذي تخطّط له إيران، لكن إلى الآن أقدمت على التصعيد العسكري في منطقة الخليج، وآمل أن يتزايد التفاهم الدبلوماسي الدولي ضدّ هذا النوع من التصرفات الإيرانيّة، وإقناع طهران بخطورة هذا النوع من التصرفات ومنعهم من المضي في هذا التصعيد العسكري، لكن إيران لديها تقييم سيء للغاية بهجومها على "أرامكو".

كما ذكر أنّ "الرئيس الأميكري ​دونالد ترامب​ قد أبدى قدرًا كبيرًا من ضبط النفس والصبر الاستراتيجي في عدم الردّ عسكريًّا على أيّ من هذه التصرفات الإيرانية حتّى اليوم، لكن إذا أصرّت إيران على هذا التصعيد فلا أعتقد أنّ هذا الصبر الاستراتيجي سوف يستمر". وبيّن أنّه "قد كان هناك كثير من النقاشات على هامش ​الجمعية العامة للأمم المتحدة​ للضغط على إيران وعزلها ودفعها للتوقّف عن سلوكها العدائي، وكان الموقف الأميركي واضحًا بأنّنا مستعدّون للحوار، لكن لن تقبل أي شروط مسبقة للحوار، ونعمل مع السعودية والدول الأوروبية والأمم المتحدة من خلال فريق من المحقّقين في الهجمات الّتي وقعت في 14 أيلول على منشأتي النفط في "أرامكو"، وتقديم نتائج التحقيقات أمام ​المجتمع الدولي​"، مفيدًا بأنّه "كان هناك زخم كبير ظهر مع بيان كلّ من بريطانيا وفرنسا وألمانيا الّتي تبنّت الموقف الأميركي نفسه في ضلوع إيران في الهجمات على "أرامكو" وليس "جماعة الحوثي" في اليمن".

وعن الجديد في المحادثات حول التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط أو ما يُسمّى "ميسا"، أشار شينكر إلى أنّ "هذا التحالف له مستويّات عدّة أمنيّة واقتصاديّة وسياسيّة، لكنّه اتفاق أمنى بالأساس له أبعاد إقليميّة ويتعلّق بالتعاون الإقليمي، وقد قرّر بعض الشركاء الانضمام لهذا التحالف وننظر في بعض العناصر والبنود. هناك كثير من المناقشات حوله وقد تمّ بالفعل من يومين اجتماع مع الدول الخليجية والأردن والعراق، وشارك فيه ترامب، ونناقش كلّ التفاصيل وهي أمور نعمل عليها مع الحلفاء طوال الوقت، بما يحقّق السلام والأمن في المنطقة ومواجهة تصرّفات إيران المزعزعة للاستقرار".