اشار رئيس "​تيار الكرامة​" النائب فيصل الى انه "اليوم في ​لبنان​، لا أحد يقيم وزنا لا لعمال ولا لنقابات عمالية، هذه حقيقة سوداء، فالسلطة تراهن على شعبيتها المذهبية، ولكل فريق في السلطة جمهوره المذهبي وهو أقوى من أي قطاع عمالي وأقوى من أي نقابة عمالية، وبالتالي ما يحدث الآن من انهيارات متلاحقة تصر السلطة على إنكارها لم يكن ليحدث لولا هذا الاسترخاء الذي يعيشه النافذون وأهل السلطة والطبقة السياسية كلها تجاه واقع المجتمع وهو مجتمع انتصرت فيه المذاهب على كل شيء، حتى على الحقائق والأرقام وهو أمر خطير، نعيش تداعياته كل لحظة وندرك بأسف شديد بأنه سيقود البلد إلى هلاك محتوم. من يستطيع اليوم أن يقول الحقيقة للبنانيين واين هي الحقيقة أصلا؟ هل الحقيقة لدى المسؤولين، كل المسؤولين بدءا من ​الحكومة​ مرورا بحاكم ​مصرف لبنان​، وصولا إلى الخبراء الاقتصاديين الذين وضعوا اقتراحات ورقة الطوارىء التي أقرت في ​بعبدا​ قبل نحو شهر، وأنتم تعلمون أن هؤلاء الخبراء تم انتقاؤهم بعناية من تيارات سياسية ومذهبية محددة ومتوازنة. نعم أين هي الحقيقة؟"

وخلال ندوة نظمها قطاع العمال في التيار بمشاركة ​الاتحاد العمالي​ العام في لبنان بعنوان "​العمل النقابي​ في لبنان ضرورة أكثر منه خيار" وذلك في قاعة دارة كرامي في المعرض ​طرابلس​، سأل: "أين هي الحقيقة الضائعة، التي ستظل ضائعة في بلد ضيع كل شيء، وخلط كل شيء بكل شيء؟ الفضيلة الوحيدة الموجودة اليوم هي أن هؤلاء المسؤولين يدركون بأن الشعب لا يصدقهم، ولكن للأسف ورغم أن هذا الشعب لا يصدقهم إلا أنه لا يزال ينتخبهم، ولا يزال يدافع عن سياسياتهم، وهنا أتحفظ على كلمة سياسات، لأن ما يجري في لبنان لم يعد سياسات، إنها سرقات، فحين يتحول النهج الاقتصادي والمالي في بلد معين ومجتمع معين إلى ما صار اليه الوضع في لبنان، لن يكون له سوى اسم واحد، هو النهب والسرقة وال​سياسة​ براء وإن كانت هي الغطاء من هذا النهب والسرقة".

أضاف كرامي: "خلال الاسبوع الماضي مررنا وما زلنا نمر بأزمتين، الازمة الاولى لها علاقة ب​الدولار​ وبشح وجوده في الأسواق، الأزمة الثانية لها علاقة ب​البنزين​ وبأسعاره وفقدانه من السوق، وأيضا يحكى عن أزمة الطحين، كل ذلك وبدل ان تذهب السلطة والمسؤولون الى معالجة المشكلة بدأنا نسمع بالإتهامات والاتهامات المضادة وكلها سياسة واحدة تعتمد منذ 25 سنة أي نحن دائما نفتش عن شماعة، مرة انتم لم تسمحوا لنا بالعمل وحين نذهب من طريقكم قلتم السوري في لبنان، خرج السوري منذ 2005 واليوم قاربنا ال 2020، بعدها بدأنا بنغمات جديدة وباتهامات جديدة، وأهل السلطة يتهمون بعضهم بما يحصل اليوم، كل يرمي التهمة على الآخر، نتيجة كل ذلك، نحن أمام واقع، اولا لا احد يخبر الناس بالحقيقة، وثانيا لا احد يعالج المشكلة، والسلطة السياسية والحكومة دائما تفتش وتجد ان الحلقة الأضعف بهذا المشروع كما شرحنا هو ان نعود للناس، فيستهدفون الناس من جديد، فمثلا هم يقولون ان كل ما مررنا به هو نتيجة ​سلسلة الرتب والرواتب​، هذا كذب، ذهبوا ليمدوا يدهم إلى معاشات الناس والتعويضات، على التقاعد، على التعاقد وكل هذا ليس الحقيقة، فالحقيقة التي يخافون قولها هي في مكان واحد، ان توقف سننقذ البلد، كما كان يقول الرئيس كرامي رحمه الله: البلد ليس مفلسا، بل هو بلد منهوب".

وتابع: "منذ ثوان انقطعت ​الكهرباء​. 32 مليار دولار كلفت الكهرباء لبنان ونحن لا نملك الكهرباء. هذا ما اوصلنا اليوم الى شفير الإفلاس، ما زالوا حتى اليوم يبحثون كيف سيأتون بالبواخر؟ هذا شيء لا يصدق. الفيول الذي يأتون به للكهرباء، عبر سماسرة لان بعض النافذين في السلطة ما زالوا حتى اليوم يستفيدون من الفيول، انتم يجب ان تصرخوا بهذا، هذا وقتكم! المشاريع التي تتلزم ولا تنفذ واولها بركة عطارة في جرود ​الضنية​، وصولا الى جسر يربط طرابلس ب​البداوي​، مشاريع بملايين الدولارات لمتعهد واحد، متعهد ​الجمهورية​، الذي يردم البحر اليوم بمئات الاف الأمتار بلا حسيب وبلا رقيب وبلا محاسبة. أين ​الأملاك البحرية​؟ هي الاساس وليس معاشات الناس، يخرج الوزراء على التلفزيونات ليقدموا محاضرات عن معاشات الموظفين والتقاعد والمشكل ليس هنا، بل بمئات الملايين التي تسرق من ​الغاز​ والبنزين و​النفايات​. لم يتركوا شيئا إلا ودخلوا عليه من أجل الصفقات والسمسرات، لذلك هذا يومكم، ودوركم هو الاساس، لان الناس لم تعد تحتمل وطفح معها الكيل".

وتوجه كرامي إلى رئيس ​الاتحاد العمالي العام​: "أنت رئيس اتحاد عمالي في مدينة لا يوجد فيها عمال، 52% من شعب طرابلس لا يعمل ونحن وعدنا على أبواب ​الانتخابات​ ب 900 الف وظيفة، لذلك المسؤولية عليكم كبيرة جدا أمام الله وأمام ضميركم وامام الناس الذين أعطوكم وكالة عنهم وأعطونا وكالة عنهم، لذلك انا هنا اتحدث بكل صدق وكل جرأة، ولن نسكت بعد اليوم وسنواجههم في الشارع وفي ​مجلس النواب​ مع الناس كتفا مع كتف".

وقال: "أصارحكم بأنني لم أثق يوما بهذا النهج السياسي بل بقدرة كل هذه التسوية السياسية الاخيرة على إنقاذ البلاد وهو أمر لم أقصر في قوله حيث يجب أن يقال وخصوصا خلال جلسة منح الحكومة الثقة في البرلمان ثم أخيرا خلال مناقشة إقرار ​الموازنة​، وطبعا خرجوا علينا بكل الاتهامات لإسكاتنا وإسكات كل الاصوات المعترضة والمنتقدة والمنبهة والمحذرة، ولكن تبين ان كل ما قلناه كان صحيحا وان كل ما حذرنا منه وصلنا اليه فعلا وان الانهيار الذي أنكروه أتى وعلى صورة كارثة كبرى يتخبطون بها الآن ولا يعرفون كيفية الخروج منها، وأنا أعرف انهم كانوا يعولون على حظوظهم في دعم خارجي وتحديدا أقصد الدعم المالي ربما تلقوا وعودا من هذه ​الدولة​ او تلك لأنه سيتم إنقاذهم في اللحظة الأخيرة قبل أن يقعوا، ولكن تبين أن لا أحد يريد أن يمد يده إليهم اليوم، ومن المؤكد أنهم لن يستطيعوا الخروج من الحفرة التي وقعوا بها فما هو الحل؟ أنا لا أطرح السؤال عن الحل عند الناس لاني لست واثقا من قدرة المجتمع وحيويته للتحرك، فتخلل هذا المجتمع عبر التمذهب وعبر الطائفية البغيضة".